ودخل سفيان بن أبي ليلى على الحسن - عليه السلام - وهو في داره فقال للإمام الحسن: (السلام عليك يا مذل المؤمنين! قال وما علمك بذلك؟ قال: عمدت إلى أمر الأمة فخلعته من عنقك، وقلدته هذه الطاغية يحكم بغير ما أنزل الله؟) (رجال الكشي 103).

هل كان الحسن - عليه السلام - مذلاً للمؤمنين؟ أم أنه كان معزاً لهم لأنه حقن دمائهم ووحد صفوفهم بتصرفه الحكيم ونظره الثاقب؟

فلو أن الحسن - عليه السلام - حارب معاوية وقاتله على الخلافة لأريق بحر من دماء المسلمين، ولقتل منهم عدد لا يحصيه إلا الله تبارك وتعالى، ولمزقت الأمة تمزيقاً ولما قامت لها قائمة من ذلك الوقت.

وللأسف فإن هذا القول ينسب إلى أبي عبد الله - عليه السلام - ووالله إنه لبريء من هذا الكلام وأمثاله.

وأما الإمام الصادق فقد ناله منهم شتى أنواع الأذى ونسبوا إليه كل قبيح، اقرأ معي هذا النص:

عن زرارة قال: (سألت أبا عبد الله - عليه السلام - عن التشهد .. قلت التحيات والصلوات .. فسألته عن التشهد فقال كمثله، قال: التحيات والصلوات، فلما خرجت ضرطت في لحيته وقلت: لا يفلح أبداً) (رجال الكشي 142).

حق لنا أن نبكي دماً على الإمام الصادق - عليه السلام - نعم .. كلمة قذرة كهذه تقال في حق الإمام أبي عبد الله؟ أيضرط زرارة في لحية أبي عبد الله - عليه السلام -؟! أيقول عن الصادق - عليه السلام - لا يفلح أبداً؟؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015