كتاب أشعيا وَلما عَادَتْ عمَارَة بَيت الْمُقَدّس تراجعت إِلَيْهِ بَنو إِسْرَائِيل من الْعرَاق وَغَيره وَكَانَت عِمَارَته فِي أول سنة تسعين لابتداء ولَايَة بخت نصر
قَالَ أَبُو عِيسَى أَن بني إِسْرَائِيل لما تراجعوا إِلَى الْقُدس بعد عِمَارَته صَار لَهُم حكام مِنْهُم وَكَانُوا تَحت حكم مُلُوك الْفرس واستمروا حَتَّى ظهر الْإِسْكَنْدَر فِي سنة 435 لولاية بخت نصر وغلبت اليونان على الْفرس وَدخلت حِينَئِذٍ بَنو إِسْرَائِيل تَحت حكم اليونان وَأقَام اليونان من بني إِسْرَائِيل وُلَاة عَلَيْهِم وَكَانَ يُقَال للمتولي عَلَيْهِم هرذوس وَاسْتمرّ بَنو إِسْرَائِيل على ذَلِك حَتَّى خرب بَيت الْمُقَدّس الخراب الثَّانِي وتشتت مِنْهُ بَنو إِسْرَائِيل
يُونُس بن مَتى عَلَيْهِ السَّلَام
وَمَتى أم يُونُس وَلم يشْتَهر نَبِي بِأُمِّهِ غير عِيسَى وَيُونُس عَلَيْهِمَا السَّلَام كَذَا ذكره ابْن الْأَثِير فِي الْكَامِل وَقد قيل أَنه من بني إِسْرَائِيل وَأَنه من سبط بنيامين وَكَانَت بعثته بعد يوثم بن عزيا وَهُوَ أحد مُلُوك بني إِسْرَائِيل وَكَانَت وَفَاة يوثم فِي سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة لوفاة مُوسَى وَبعث الله يُونُس إِلَى أهل نِينَوَى وَهِي قبالة الْموصل بَينهمَا دجلة وَكَانُوا يعْبدُونَ الْأَصْنَام فنهاهم وأوعدهم الْعَذَاب فِي يَوْم مَعْلُوم إِن لم يتوبوا وَضمن ذَلِك عَن ربه عز وَجل فَلَمَّا أظلهم الْعَذَاب آمنُوا فكشفه الله عَنْهُم والتقمه الْحُوت وَسَار بِهِ إِلَى الابله وَكَانَ من شَأْنه مَا أخبر الله تَعَالَى بِهِ فِي كِتَابه الْعَزِيز
آرميا بن خلقيا عَلَيْهِ السَّلَام
نَبِي من أَنْبيَاء بني إِسْرَائِيل كَانَ بِعَهْد صدقيا وَهُوَ آخر مُلُوك بني يهوذا بِبَيْت الْمُقَدّس وَلما توغلوا فِي الْكفْر والعصيان هدد بني إِسْرَائِيل ببخت نصر وهم لَا يلتقتون إِلَيْهِ فَلَمَّا رأى أَنهم لَا يرجعُونَ عَمَّا هم فِيهِ فارقهم وختفى حَتَّى غزاهم بخت نصر وَخرب الْقُدس حسب مَا تقدم ذكره وَكَانَ من قصَّته مَا أخبر الله بِهِ فِي الْكتاب بقوله {أَو كَالَّذي}