يحفظ لَهُم لذهاب الْقُدْرَة بذهاب الْملك فتطرق من أجل ذَلِك إِلَى صحف التَّوْرَاة فِي الْغَالِب تَبْدِيل وتحريف غير مُعْتَمد من عُلَمَائهمْ وَأَحْبَارهمْ
وَيُمكن مَعَ ذَلِك الْوُقُوف على الصَّحِيح مِنْهَا إِذا تحرى القاصد لذَلِك بالبحث عَنهُ ثمَّ اتّفق النسابون وَنَقله الْمُفَسِّرُونَ على أَن ولد نوح الَّذين تفرعت الْأُمَم مِنْهُم ثَلَاثَة سَام وَحَام وَيَافث وَقد وَقع ذكرهم فِي التَّوْرَاة وَأَن يافث أكبرهم وَحَام الْأَصْغَر وسام الْأَوْسَط
وَخرج الطَّبَرِيّ فِي الْبَاب أَحَادِيث مَرْفُوعَة بِمثل ذَلِك وَأَن سَام أَبُو الْعَرَب وَيَافث أَبُو الرّوم وَحَام أَبُو الْحَبَش والزنج وَفِي بَعْضهَا السودَان وَفِي بَعْضهَا سَام أَبُو الْعَرَب وَفَارِس وَالروم وَيَافث أَبُو التّرْك والصقالبة ويأجوج وَمَأْجُوج وَحَام أَبُو القبط والسودان والبربر
وَمثله عَن ابْن الْمسيب ووهب بن مُنَبّه
وَهَذِه الْأَحَادِيث وَإِن صحت فَإِنَّمَا الْأَنْسَاب فِيهَا مجملة وَلَا بُد من نقل مَا ذكره الْمُحَقِّقُونَ فِي تَفْرِيع أَنْسَاب الْأُمَم من هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَة وَاحِدًا وَاحِدًا
وَكَذَلِكَ نقل الطَّبَرِيّ أَنه كَانَ لنوح ولد إسمه كنعان وَهُوَ الَّذِي هلك فِي الطوفان قَالَ وتسميه الْعَرَب يام وَآخر مَاتَ قبل الطوفان اسْمه عَابِر
وَقَالَ هِشَام كَانَ لَهُ ولد إسمه بوناطر والعقب إِنَّمَا هُوَ من الثَّلَاثَة على مَا أجمع عَلَيْهِ النَّاس وَصحت بِهِ الْأَخْبَار
فَمن وَلَده الْعَرَب على إختلافهم وَإِبْرَاهِيم وَبَنوهُ صلوَات الله عَلَيْهِم بإتفاق النسابين وَالْخلاف بَينهم إِنَّمَا هُوَ فِي تَفْرِيع ذَلِك أَو فِي نسب غير الْعَرَب إِلَى سَام
فَالَّذِي نَقله ابْن إِسْحَاق أَن سَام بن نوح كَانَ لَهُ من الْوَلَد خَمْسَة