أرم ذَات الْعِمَاد وَسَيَدْخُلُهَا رجل من الْمُسلمين فِي زَمَانك أَحْمَر أشقر قصير على حَاجِبه خَال وعَلى عُنُقه خَال يخرج فِي طلب إبل لَهُ

ثمَّ الْتفت فأبصر ابْن قلَابَة فَقَالَ هَذَا وَالله ذَلِك الرجل

وَذكره الشَّيْخ عبد الْعَزِيز الدهلوي أَيْضا فِي تَفْسِيره الْفَارِسِي وَهَذِه الْمَدِينَة لم يسمع لَهَا خبر من يَوْمئِذٍ فِي شَيْء من بقاع الأَرْض وصحارى عدن الَّتِي زَعَمُوا أَنَّهَا بنيت فِيهَا هِيَ فِي وسط الْيمن

وَمَا زَالَ عمرانا متعاقبا والادلاء نقص طرقه من كل وَجه وَلم يقل عَن هَذِه الْمَدِينَة خبر وَلَا ذكرهَا أحد من الإخباريين وَلَا من الْأُمَم وَلَو قَالُوا أَنَّهَا درست فِيمَا درس من الْآثَار لَكَانَ أشبه إِلَّا أَن ظَاهر كَلَامهم أَنَّهَا مَوْجُودَة وَبَعْضهمْ يَقُول أَنَّهَا دمشق بِنَاء على أَن قوم عَاد مُلُوكهَا وَقد يَنْتَهِي الهذيان ببعضهم إِلَى أَنَّهَا غَائِبَة وَإِنَّمَا يعثر عَلَيْهَا أهل الرياضة وَالسحر مزاعم كلهَا أشبه بالخرافات

وَالَّذِي حمل الْمُفَسّرين على ذَلِك مَا اقتضته صناعَة الْأَعْرَاب فِي لَفْظَة ذَات الْعِمَاد أَنهم صفة أرم وحملوا الْعِمَاد على الأساطين فَتعين أَن يكون بِنَاء وَرشح لَهُم ذَلِك قِرَاءَة ابْن الزبير عَاد أرم على الْإِضَافَة من غير تَنْوِين ثمَّ وقفُوا على تِلْكَ الحكايات الَّتِي هِيَ أشبه بالأقاصيص الْمَوْضُوعَة الَّتِي هِيَ أقرب إِلَى الْكَذِب المنقولة فِي عدد المضحكات وَإِلَّا فالعماد هِيَ عماد الأخبية بل الْخيام وَإِن أُرِيد بهَا الأساطين فَلَا بدع فِي وَصفهم بِأَنَّهُم أهل بِنَاء وأساطين على الْعُمُوم بِمَا اشْتهر من قوتهم لَا أَنه بِنَاء خَاص فِي مَدِينَة مُعينَة أَو غَيرهَا وَإِن أضيفت كَمَا فِي قِرَاءَة ابْن الزبير فعلى إِضَافَة الفصيلة إِلَى الْقَبِيلَة كَمَا تَقول قُرَيْش كنَانَة والياس مُضر وَرَبِيعَة نزار وَأي ضَرُورَة إِلَى الْمحمل الْبعيد الَّذِي تمحلت لتوجيهه لأمثال هَذِه الحكايات الْوَاهِيَة الَّتِي يتنزه كتاب الله تَعَالَى عَن مثلهَا لبعدها عَن الصِّحَّة

الرشيد

وَمن الحكايات المدخولة للمؤرخين مَا ينقلونه كَافَّة فِي سَبَب نكبة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015