التَّوْرَاة دون غَيرهَا وَالَّذِي تنبي بِهِ هَذِه التَّوْرَاة أَن مَا بَين هبوط آدم والطوفان أَلفَانِ ومائتان وَاثْنَتَانِ وَأَرْبَعُونَ سنة وَمَا بَين الطوفان وَكَانَ سِتّمائَة سنة مَضَت من عمر نوح وَبَين مولد إِبْرَاهِيم الْخَلِيل ألف وَإِحْدَى وَثَمَانُونَ سنة وَبَين ومولد إِبْرَاهِيم ووفاة مُوسَى خَمْسمِائَة وَخمْس وَأَرْبَعُونَ بِاتِّفَاق فِي نسخ التَّوْرَاة جَمِيعهَا وَبَين وَفَاة مُوسَى وَبَين ابْتِدَاء ملك بخت نصر فِيهِ خلاف بَين المنجمين والمؤرخين وَالَّذِي اخْتَارَهُ المؤرخون أَن بَين وَفَاة مُوسَى وَبَين ابْتِدَاء ملك بخت نصر تِسْعمائَة وثمانيا وَسبعين سنة وَمِائَتَيْنِ وَثَمَانِية وَأَرْبَعين يَوْمًا وَأما مَا بَين ابْتِدَاء ملك بخت نصر وَبَين الْهِجْرَة فَهُوَ ألف وَثَلَاث مائَة وتسع وَسِتُّونَ سنة وَمِائَة وَسَبْعَة عشر يَوْمًا وَلَيْسَ فِيهِ خلاف لِأَن بطليموس أثْبته فِي المجسطي وأرخ بِهِ رصده فَيكون بَين الْهِجْرَة وَبَين هبوط آدم سِتَّة آلَاف سنة ومائتان وست عشرَة سنة

وَهَذَا الْقدر هُوَ الْمُخْتَار وَعَلِيهِ بنى أَبُو الفدا كِتَابه الْمُخْتَصر فِي أَحْوَال الْبشر

وَأما الَّذِي اخْتَارَهُ المنجمون وأثبتوه فِي الزيجات من الْمدَّة بَين وَفَاة مُوسَى وَبَين بخت نصر فَإِنَّهَا تنقص عَمَّا ذَكرْنَاهُ مِائَتَيْنِ وتسعا وَأَرْبَعين سنة وأقترح أَبُو الفدا جدولا يتَضَمَّن مَا بَين التواريخ الْمَشْهُورَة من المدد وَقَالَ يَنْبَغِي أَن تعلم أَن الْمُحَقِّقين من المنجمين والمؤرخين قد اخْتلفُوا فِي الْمدَّة الَّتِي بَين وَفَاة مُوسَى وَابْتِدَاء ملك بخت نصر اخْتِلَافا كثيرا فَذهب أَبُو عِيسَى والمحققون من المؤرخين إِلَى أَن بَينهمَا تِسْعمائَة وثمانيا وَسبعين سنة وَمِائَتَيْنِ وَثَمَانِية وَأَرْبَعين يَوْمًا وَهُوَ الَّذِي اخترناه وَأَثْبَتْنَاهُ فِي جدولنا وَجَعَلنَا الْأَيَّام الْمَذْكُورَة على سَبِيل الْجَبْر سنة فَصَارَ المثبوت فِي الْجَدْوَل تِسْعمائَة وتسعا وَسبعين سنة وَأما أَبُو معشر وكوشيار وَغَيرهمَا من كبار المنجمين فَإِنَّهُم أثبتوا فِي الزيجات أَن بَين وَفَاة مُوسَى وَابْتِدَاء ملك بخت نصر سَبْعمِائة وَعشْرين سنة وَذَلِكَ ينقص عَمَّا اخْتَارَهُ أَبُو عِيسَى وَغَيره من الْمُحَقِّقين مِائَتَيْنِ وتسعا وَأَرْبَعين سنة وَإِذا نقص مَا بَين وَفَاة مُوسَى وبخت نصر الْمدَّة الْمَذْكُورَة نقص مَا بَين الطوفان وَالْهجْرَة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015