أَنه من حمير والإسكندر كَانَ رجلا من يونان من ولد عيصو بن اسحاق ابْن إِبْرَاهِيم وَرِجَال الْإِسْكَنْدَر أدركوا الْمَسِيح بن مَرْيَم مِنْهُم جالينوس وأرسطا طاليس
وَقَالَ الرَّازِيّ فِي التَّفْسِير وَمِمَّا يعْتَرض بِهِ على من قَالَ إِن الْإِسْكَنْدَر هُوَ ذُو القرنين أَن معلم الْإِسْكَنْدَر كَانَ أرسطا طاليس بأَمْره يأتمر وبنهيه يَنْتَهِي
واعتقاد أرسطا طاليس مَشْهُور وَذُو القرنين نَبِي فَكيف يَقْتَدِي بِنَبِي بِأَمْر كَافِر فِي هَذَا أشكال
وَقَالَ الجاحظ فِي كتاب الْحَيَوَان أَن ذَا القرنين كَانَت أمه آدمية وَأَبوهُ من الْمَلَائِكَة وَلذَلِك لما سمع عمر بن الْخطاب رجلا يُنَادي رجلا يَا ذَا القرنين قَالَ أفرغتم من أَسمَاء الْأَنْبِيَاء فارتفعتم إِلَى أَسمَاء الْمَلَائِكَة وَكَانَ عَليّ إِذا ذكره قَالَ ذَلِك الْملك الأمرط انْتهى
قلت وَفِي ذِي القرنين أقاويل كَثِيرَة ذكرتها فِي فتح الْبَيَان فِي مَقَاصِد الْقُرْآن تَفْسِير لي فِي أَرْبَعَة مجلدات
فَإِنَّهُ لَا يعرف الْيَوْم أحد يَسْتَعْمِلهُ وأغشطش هَذَا هُوَ أول القياصرة وَمعنى قَيْصر بالرومية شقّ عَنهُ فَإِن أغشطش هَذَا لما حملت بِهِ أمه مَاتَت فِي الْمَخَاض فشق بَطنهَا حَتَّى أخرج مِنْهُ فَقبل قَيْصر بِهِ يلقب من بعده من مُلُوك الرّوم وَيَزْعُم النَّصَارَى أَن الْمَسِيح عَلَيْهِ السَّلَام ولد لأربعين سنة من ملكه وَفِي هَذَا القَوْل نظر فَإِنَّهُ لَا يَصح عِنْد سِيَاقَة السنين والتواريخ بل يَجِيء تَعْدِيل وِلَادَته عَلَيْهِ السَّلَام فِي السّنة السَّابِعَة عشرَة من ملكه
فَإِن بطليموس صحّح الْكَوَاكِب الثَّابِتَة فِي كِتَابه الْمَعْرُوف بالمجسطي لأوّل ملكه على الرّوم وسنو هَذَا التَّارِيخ رُومِية