من الْحَيَوَان أمة وَفِي الحَدِيث لَوْلَا أَن الْكلاب أمة من الْأُمَم لأمرت بقتلها
أمة السريان هِيَ أقدم الْأُمَم وَكَلَام آدم وبنيه بالسرياني وملتهم هِيَ مِلَّة الصابئين ويذكرون أَنهم أخذُوا دينهم عَن شِيث وَإِدْرِيس وَلَهُم كتاب يسمونه صحف شِيث وَلَهُم صلوَات سبع وَصَوْم ثَلَاثِينَ يَوْمًا وأعياد عِنْد نزُول الْكَوَاكِب الْخَمْسَة الْمُتَحَيِّرَة بيُوت أَشْرَافهَا ويعظمون مَكَّة وَلَهُم بِظَاهِر حران مَكَان يحجونه ويعظمون أهرام مصر ويزعمون أَن أَحدهمَا قبر شِيث وَالْآخر قبر إِدْرِيس وَالْآخر قبر صابئ بن إِدْرِيس
قَالَ ابْن حزم وَالدّين الَّذِي انتحله الصابئون أقدم الْأَدْيَان على وَجه الدَّهْر وَالْغَالِب على الدُّنْيَا إِلَى أَن أَحْدَثُوا فِيهِ الْحَوَادِث فَبعث الله تَعَالَى إِلَيْهِم إِبْرَاهِيم بِالدّينِ الَّذِي نَحن عَلَيْهِ الْآن
قَالَ الشهرستاني وهم يُقَاتلُون الْحَنَفِيَّة ومدار مَذْهَبهم التعصب للروحانيين كَمَا أَن مدَار مَذْهَب الحنفاء التعصب للبشر والجسمانيين
وهم من ولد حام بن نوح وَكَانَ سكناهم بديار مصر فاختلطت بهم طوائف كَثِيرَة وَكَانُوا فِي سالف الدَّهْر صابئية وَكَانَت مُلُوكهمْ تلقب الفراعنة يعْبدُونَ الهياكل والأصنام وَهَذِه الْأمة أقدم أُمَم الْعَالم وأطولهم أمدا فِي الْملك واختصوا بِملك مصر وَمَا إِلَيْهَا مُلُوكهَا من لدن الخليقة إِلَى أَن صحبهم الْإِسْلَام بهَا فَانْتزع الْمُسلمُونَ من أَيْديهم ولعهدهم كَانَ الْفَتْح وَرُبمَا غلب عَلَيْهِم جَمِيع من عاصرهم من الْأُمَم حِين يستفحل أَمرهم مثل العمالقة وَالْفرس وَالروم واليونان فيستولون على مصر من أَيْديهم ثمَّ يَتَقَلَّص ظلهم فراجع القبط ملكهم هَكَذَا إِلَى أَن انقرضوا فِي مملكة الْإِسْلَام