(تحرير التقريب) لا يسع المجال في هذه العجالة لتقييم كتاب (تحرير التقريب) واكتفي بذكر بعض الملاحظات ينبغي التوقف عندها.
1 - الحافظ ابن حجر رحمه الله هو خاتمة الحفاظ في وقته (ت852هـ)، وصنف طائفة من الكتب في علم الرجال، وقد تتكرر أسماء الكثير من الرواة فيها وقد تختلف أحكامه عليهم، فينبغي معرفة تواريخ مصنفاته فالتهذيب مثلاً (فرغ منه في يوم الأربعاء (9) جمادى الآخرة سنة 808هـ)، وتعريف أهل التقديس براتب الموصوفين بالتدليس يقول رحمه الله: (علقت هذه النبذة في شهور سنة815هـ وعلقها عني بعض الطلبة سنة 816 ثم زدت فيها بعد ذلك)، (الدينار في معرفة رجال الآثار بدأ به سنة 813هـ وانتهى منه سنة 833هـ)، (فتح الباري شرح صحيح البخاري) بدأ به أوائل سنة 718هـ وفرغ منه في رجب 842هـ لكنه ظل يتعاهده بالتنقيح إلى قبيل وفاته تكلم فيه على 600 راو تقريباً بالتوثيق والتجريح، وأما (تقريب التهذيب) فصنفه عام (827هـ) وظل يتعاهده إلى قبيل وفاته بأكثر من عام، فإذا ما عرفنا تواريخها (هذه وغيرها لا يسع المجال لذكرها) نعرف تغير اجتهاده فيهم.
2 - دراسة منهجه في تقريب التهذيب دراسة علمية ولقد أحسنت بعض الجامعات منها (الإمام محمد بن سعود، وأم القرى في مكة) حيث خصصت رسائل دكتوراه لدراسة من قال فيهم الحافظ رحمه الله (مقبول) وله رواية في الصحيحين والسنن الأربعة، وكذا في أم القرى الرواة الذين اختلفت أقوال الحافظ فيهم (4) رسائل وقد ناقشتُ بعضها في الجامعتين وفي خلال تلك الرسائل نعرف مدى التزام الحافظ بمنهجه الذي وصفه رحمه الله في التقريب، وكذا رسالة عبد العزيز التخيفي (دراسة المتكلم فيهم من رجال التقريب).