وفيه البحث السابق؛ إذ من جملة التعلق المعنوي قوله: {أفلا تعقلون} [الصافات: 138]، فهو وقف تامٌّ، وما قبله كافٍ» (?).

ومن هذه النقول السابقة يتضح أن المراد بالمعنى غير واضح المعالم، وليس له تعريف محدد، مما يجعله عائماً غير منضبط، وبسبب ذلك يقع الخلاف في الحكم على بعض المواطن بالتمام أو الكفاية.

ولو تأملت كثيراً من أمثلة التامِّ لوجدت فيها رابطاً لفظياً غير إعرابيٍّ، وهي كثيرةٌ، ومن أمثلة ذلك قوله تعالى: {فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون} [العنكبوت: 17]، حكم ابن الأنباري والداني بالوقف التامِّ على قوله: {واشكروا له} (?)، ولو نظرت في قوله تعالى: {وإليه ترجعون} لوجدت فيه رابطاً لفظياً غير إعرابي، وهو الضمير في قوله: {وإليه ترجعون}، وهو يربط بين الجملتين في المعنى، ويدل على عدم تمام الكلام ِ، ولذا فالحكم على مثل هذا يكون بالكفاية، واللهُ أعلمُ.

وإذا عرف طالب علم الوقف والابتداء وأتقنه فإنه سيفهم كثيرًا مما في كتب الوقف والابتداء، ولا يوجد كتاب في الوقف يقال عنه: إنه سهل ما لم يُدرك ما ذكرته لك، والله الموفق.

أفضل كتاب في إعراب القرءان

ـ[قال السائل: ما أفضل كتاب في إعراب القرءان؟ ]ـ

لا يوجد كتاب يمكن أن يقال: إنه أفضل كتاب، لكن هناك مجموعة من الكتب يمكن الاستفادة منها في إعراب القرآن، منها:

1 ـ إعراب القرآن، لأبي جعفر النحاس (ت: 338). ومن باب الفائدة، فإن كل كتب النحاس مفيدة جدًّا.

2 ـ الفريد في إعراب القرآن المجيد، للمنتجب الحسين بن أبي العز الهمداني (ت: 643).

3 ـ البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي (ت: 745).

4 ـ الدر المصون في علوم الكتاب المكنون، للسمين الحلبي (ت: 756)، وهو كتاب منظَّمٌ.

وقد كتبت في كتابي (أنواع التصنيف المتعلقة بالقرآن الكريم) بعض الفوائد المتعلقة بإعراب القرآن، والله الموفق.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015