الدكتور حمزة المليباري لم يسبق أن اجتمعت به في مجلس ولا حصل بيننا وبينه أي نقاش علمي إلا أنني قرأت له رسالة في مسألة ((التصحيح والتحسين عند ابن الصلاح)) التي شاع عند العلماء من بعده انتقاده من أجلها حيث حملوا رأي ابن الصلاح على الاطلاق في جميع الكتب ورأيه كالصريح في أنه يريد الأجزاء فوافق رأيه - أعني الدكتور - ما كنت أميل إليه إلا أنني لا اجرأ على مخالفة من سبق كالنووي والعراقي وابن حجر وغيرهم حيث فهموا الإطلاق لا سيما وأن رأيه في مستدرك الحاكم أنه يتوسط فيه ويحكم على أحاديثه بالحسن كما قال الحافظ العراقي:
وخذ زيادة الصحيح إذ تنص ... صحته أو من مصنف يخص
بجمعه نحو ابن حبان الزكي ... وابن خزيمة وكالمستدرك
على تساهل وقال ما انفرد ... به فذاك حسن ما لم يرد
بعلة والحق أن يحكم بما ... يليق والبستي يداني الحاكما
بل إنه حكم على مافي سنن أبي داود ما لم يصحح أو يضعف بأنه حسن ما لم يتعقبه أبو داود
قال العراقي:
فما به ولم يصحح وسكت ... عليه عنده له الحسن ثبت
ولذا انتقده غيره بهذا قال العراقي نقلا عن ابن رشيد
وابن رشيد قال وهو متجه ... قد يبلغ الصحة عن مخرجه
كل هذا جعلني أتوقف في قصر حكمه على الأجزاء الحديثية وما في حكمها وأنه لا يشمل الكتب المصنفة في عصر الرواية لأن سنن أبي داوود ومستدرك الحاكم من مصنفات عصر الرواية حتى على رأي الدكتور وفقه الله وفي الجملة الرسالة تنبئ عن دقة في الفهم مع أدب جم في مناقشة أهل العلم اسأل الله لنا وله المزيد من فضله. والله المستعان.