وإنني وقد أمضيت في لبنان أربعين سنة تقريباً، متعاوناً مع سماحة المفتي الشيخ محمد رشيد راغب القباني، ومن قبله سماحة الشهيد الشيخ حسن خالد رحمه الله، والداعية السلفي أستاذنا الشيخ سعدي ياسين، وباقي المفتين والعلماء والدعاة الكرام، وسعادة مدير الأوقاف الأسبق ورئيس صندوق الزكاة الأخ الدكتور مروان القباني، والجمعيات الإسلامية الخيِّرة في العمل العام.
أرحب بحضور معالي وزير الأوقاف السعودي وإخوانه، والذي كان له ولأسلافه الكرام ودولته الفضل الكبير في رعاية الدعوة إلى العقيدة الصحيحة والمنهج السلفي السليم، والنهج التعليمي الأثر الكبير.
وبهذه المناسبة لا بد من شكر وزارة الشؤون الإسلامية في المملكة وباقي هيئات الحج والعمرة والدعوة ما قدمت وتقدم من خير لحجاج ومعتمري بيت الله العتيق، وزوار مسجد سيدنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلم من مساعدات وخدمات، سبق ونوهت بها في كلمتي في مجلة الحج والعمرة العدد الخامس جمادى الأولى 1424هـ بعنوان: "ذكريات حاج قبل خمسين عاماً".
وذكر ما وجدت في البلد الأمين قبل خمسين سنة، وما أنعم الله على الحجاز من فضل وعمران.
وقد سبق لي أن اقترحت على مؤتمر "وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية سنة 1399هـ/1979م، حيث شاركت به مع سماحة المفتي السابق الشهيد الشيخ حسن خالد رحمه الله.
بأن طلبت أن تشكل لجنة لمتابعة أوقاف الحرمين الشريفين والقدس في مختلف البلاد الإسلامية لمتابعة ما لكل حرم من أوقاف ما زالت محجوزة عليها، وفيها المزارع الكبيرة والعقارات العامة الدارة للمبالغ الضخمة، وعندي دفتر من القرن التاسع الهجري فيه ما كان يجمع ويوزع على علماء مكة المكرمة والمدينة المنورة.
واليوم أعيد طلب ذلك، وأرجو أن تشكل مثل هذه اللجنة لتسجل الأوقاف والعناية بها، وأما نقل الأموال منها فمتروك للدولة السعودية، والدولة التي فيها تلك الأوقاف لتأخذ سبيلها بالاتفاق الموافق للشرع الحنيف.