وكانت المدرسة تنظف يوم حضورهم، ويكون فيها عدد من المدرسين المساعدين للمدير الشيخ سعيد الحافظ في ذاك اليوم، وكان يحضر المحامي الكبير الأستاذ وحيد الحكيم، لأن الرخصة كانت باسمه.

ويجمع كل الطلاب في الباحة حول البحرة، ويلقي المدير كلمة ترحيبية، وبعده أحد الطلبة، ثم تكون الإناشيد، ومنها ما لم يكن الشيخ سعيد يوافق عليها، ولكن لا بد منها في مجالس علماء ذاك الزمن؟!، وهي:

يا أبا الزهراء أغثني روحي فدا لك؟؟، و: يا رسول الله خذ بيدي ... ، أو شيء من هذا.

وبعدها -مما أذكره- أن الشيخ يوسف النبهاني، ألقى كلمة وختمها، بأن أجاز جميع الحضور من المدرسين والطلاب بحديث الأولية، وأخذ أسماء المجازين من المدير.

* * *

وأما المشايخ الكبار الأفاضل الأربعة الذين لم أجد منهم أي تشجيع على الإجازة، لا طلباً لها ولا إعطاءها منهم، وهم:

الشيخ مسلم الغنيمي الميداني، والشيخ محمد ناصر الدين الألباني، والدكتور الشيخ مصطفى السباعي، والشيخ علي الطنطاوي.

وسمعت من كل واحد منهم: أنه لا يراها في هذه الأزمان، وكان أبرزهم بذلك الشيخ علي الطنطاوي ومما قاله لي: "يا زهير كانت الإجازات من العلماء لتلاميذهم، الذين هم على أتم الصلة بهم، أو من يأتي للشيخ ويدرس عليه كتابه من أوله إلى آخره. وأما ما نجده -هذه الأيام- بكلمات، أو ورقة مطبوعة، فلا!!

وكنت مثل هؤلاء، ولذلك لم أطلبها -على الصحيح- من أحد، وذكرت ذلك في إجازتي:

"بأنني لم أتطلب الإجازات عن كثير من العلماء، الذين أدركتهم وعاصرتهم، وكان بيني وبينهم صداقة وصلات وكثيراً ما حصلت على الإجازة من أمثالهم مشمول بمن حضر من الراغبين الطالبين لها".

ولكن بفضل الله تجمع لي عدداً كبيراً من الإجازات، رحم لله من تكرَّم عليَّ بها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015