ـ[هل يوجد في كتب العقيدة ما استوعب مسائلها جميعا ولو على سبيل الاختصار، بحيث يكون مرجعا لجميع القراء في جميع بلاد المسلمين وغيرها. لأنني أجد الكتب التي بين يدي تتناول جزءا من مسائل العقيدة وليست شاملة. ]ـ
لا يوجد في كتب العقيدة فيما نعلم كتابا يستوعب جميع مسائل العقيدة إلا كتاب الله تعالى، ثم سنة رسوله التي هي إيضاح، وبيان لكتاب الله، وذلك أن الذين كتبوا في العقيدة يذكرون المسائل التي وقع فيها خلل، أو خالف فيها أهل البدع.
لا يجوز التسمي بوجه الله تعالى وتقدس، ولا بيد الله، ولا بصفة من صفات الله تعالى؛ لأن ذلك من خصائص الله تعالى، فلا يجوز إطلاقها على مخلوق، وقد أنكر الرسول على من تكنى بأبي الحكم.
ـ[مارأيك - حفظكم الله - في قول من يقول أن طالب العلم يقتصر في هذا الوقت على كتب المعاصرين من أهل السنة لفهم العقيدة دون الرجوع إلى كتب المتقدمين - كابن منده وابن خزيمة والبربهاري. . ويعلل ذلك بأن الكتب المتقدمة حوت الكثير من الأحاديث الضعيفة والموضوعة بخلاف كتب المتأخرين التي نُقحت وصُفيت من تلك الشوائب. ]ـ
أرى أن هذا الرأي، مجانب للصواب، فكتب المتقدمين هي التي فيها العلم والبركة، وفيها التأصيل، ودقة الفهم، والاعتماد على الأصول، وإذا وجد فيها حديث ضعيف؛ فالغالب أنهم يبينون حكمه إما بالنص عليه أو ذكر سنده، والغالب أنهم يذكرونه للاستشهاد، والاعتضاد به، لا للاعتماد عليه، ومن الملاحظ على كتب المتأخرين كثرة الكلام في المسألة الواحدة حتى تقرأ الصفحات الكثيرة، ولا تخرج بطائل، وهذا خلاف كتب المتقدمين.
ـ[قال إبن الجوزي رحمه الله في (تنبيه النائم الغمر على مواسم العمر):. . " وبهذا العمر اليسير يشتري الخلود الدائم في الجنان والبقاء الذي لا ينقطع كبقاء الرحمن ... ". . ما رأيكم - بارك الله فيكم - في هذه العبارة؟ ]ـ
أرى أن هذه العبارة لا يجوز إطلاقها، فالمخلوق يمتنع أن يشارك رب العالمين في صفاته، ومنها البقاء، فهو تعالى الأول والآخر.