Q فضيلة الشيخ! نحن رأينا في عامة المسلمين في داخل البلاد وخارجها إعراضاً عن دين الله عزَّ وجلَّ؛ لا يعلمونه ولا يتعلمونه، ونقع في إحراجات كثيرة معهم في مسائل بسيطة في الدين لا يسوغ لمسلم أن يجهلها، فكيف نتعامل مع هؤلاء؟ وهل هم معذورون شرعاً؟ ومن هو الذي عليه المسئولية تجاه هؤلاء؟
صلى الله عليه وسلم الواجب عليهم أن يتعلموا من دين الله ما يحتاجون إليه؛ فيتعلمون من أحكام الطهارة ما يحتاجون إليها، ومن أحكام الصلاة ما يحتاجون إليها، ومن أحكام الزكاة ما يحتاجون إليها، ومن أحكام الصيام ما يحتاجون إليها، ومن أحكام الحج ما يحتاجون إليها، لا بد.
يجب عليهم هذا، وهذا العلم فرض عين كما قاله العلماء.
فهُمُ الواجب عليهم أن يسألوا، ووسائل تحصيل العلم اليوم -ولله الحمد- سهلة، فالمواصلات ميسَّرة والاتصالات ميسَّرة؛ المواصلات بالسيارات، فالمسافة التي كان الناس يقطعونها في الأول في يومين يقطعونها اليوم في ساعتين، والاتصالات كذلك ميسرة، فالهاتف موجود؛ يتصلون بالعلماء ويسألونهم، فهم في الحقيقة غير معذورين.
ومع ذلك نقول: إن على العلماء واجباً؛ أن يطوفوا بالبلدان التي يكثر فيها الجهل حتى يعلموهم أمور دينهم، فإن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يبعث الدعاة إلى البلاد ليعلموهم دينهم ويرشدوهم، وأمَرَ مالك بن الحويرث وأصحابه أن يرجعوا إلى أهليهم ويعلموهم ويؤدبوهم.
فهنا واجب على العامة، وواجب على العلماء.
السائل: أنا أقصد أنهم يتقنون أمور الزراعة والصناعة والأمور الدنيوية.
الشيخ: هم يتقنون أمور دنياهم؛ لكن أمور الدنيا ربما يعرفونها بالتجارب، وربما يكونون حريصين على أمور الدنيا أكثر من حرصهم على أمور الدين.