Q فضيلة الشيخ! ما رأيكم في أشخاص تخاصموا على أشياء من الدنيا، فلا يسلم أحد على أحد ولا يأكل معه ولا يجلس معه، ويستمر هذا الحال شهوراً وسنين، فما رأيكم في هؤلاء الأشخاص وهم من قرابتي، وجزاك الله خيراً؟
صلى الله عليه وسلم أقول: إن هذا عمل سيئ من أكابر الذنوب، فإنه (لا يحل للمؤمن أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام) والشحناء والعداوة والبغضاء من إلقاء الشيطان: {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ} [المائدة:91] وكذلك غير الخمر والميسر، والشحناء بين الناس يمكن أن تكون مانعاً من الخير؛ فإن الأعمال تعرض على الله عز وجل يوم الإثنين والخميس، فينظر الله عز وجل فإذا كان بين اثنين شحناء وعداوة قال عز وجل: (أنظروا هذين حتى يصطلحا) وكذلك ورد أن الشحناء تمنع بركة ليلة القدر، وأنه لا يغفر لاثنين بينهما شحناء وعداوة في هذه الليلة العظيمة.
فالواجب أن تسعى للصلح بينهما ولو اقتطعت شيئاً من مالك من أجل هذا؛ لأنك سوف تكسب ثلاث فوائد: الفائدة الأولى: أنك تبذل مالك في طاعة الله.
الفائدة الثانية: أنك تصلح بين اثنين من المسلمين.
الفائدة الثالثة: أن تكون سبباً لصلة الرحم؛ لأن هؤلاء أقارب، فإذا أصلحت بينهم أزلت الشحناء والعداوة ثم جعلتهم يتواصلون فتكون أنت السبب، فاحرص جزاك الله خيراً على أن تسعى بينهم بالإصلاح ما استطعت ولو بشيء من مالك.