نعود إلى موضوع كلامنا حيث انتهينا إلى قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ} [المجادلة:11] (تفسحوا) أي: اجعلوا فسحة وتوسعوا، وقوله: {إِذَا قِيلَ لَكُمْ} يشمل ما إذا قاله الداخل أو قاله من يدير المجلس، ولهذا تجد أن الفعل (قيل) ولم يذكر القائل ليشمل هذا وهذا، فمثلاً: إذا كان المجلس له مديراً يجلِّس الناس وقال لبعضهم: توسعوا لفلان يجلس فليتوسعوا، أو أن رجلاً دخل والمجلس مكتظ بالجالسين فقال: توسعوا فليتوسعوا، وما هو جزاء المتوسعين؟ جزاؤهم مثل عملهم: (يفسح الله لكم) يوسع لكم الأمور التي تستعصي عليكم في أمور دينكم ودنياكم، وهذا ثواب عظيم بعمل يسير، وكانوا عند النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يجلسون، فيأتي إلى المجلس أناس من كبار الصحابة، من أهل بدر أو غيرهم، فيقفون؛ لأنهم لا يجدون مكاناً فربما يقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم للقوم: تفسحوا، وربما يقول هؤلاء الواقفون: تفسحوا، فأمر الله تعالى من وجه إليه الأمر بالتفسح أن يفسح وبين توابعه.