Q ربما يلتبس على بعض العامة وربما بعض طلبة العلم الفرق بين علماء السنة علماء الحق وعلماء الباطل، ولقد أخبرني أحد الأفاضل أن هناك صفات في العامي أو الملبس عليه أنه لا بد أن يكون مخلصاً في طلبه السؤال والعمل بعد ذلك، وكذاك بذل الوسع والطاقة وأن يسأل فيما يعنيه، وثلاث صفات تكون في العالم وهو أن يكون على الحق، وأن يترضى على السلف رضوان الله عليهم، وأن يرد على من أخطأ، وقد حدثني بحادثة حصلت بينه وبين من ابتلي بالتكفير في خارج المملكة، فقال له: إن كنت تقول: إن حاكم بلدك كافر فعض على ساق الشجرة كما في حديث حذيفة بأن يعتزل الناس، فهل يا شيخ -حفظك الله- هذا الفهم صحيح وهذه التفاصيل صحيحه، ونود أن نستفيد منك يا شيخ؟
صلى الله عليه وسلم أهل السنة هم المتمسكون بها تمسكاً واضحاً، ولهذا يسمون أهل السنة، فإن قيل: أهل السنة في مقابلة الرافضة الشيعة دخل في هذا الأشعرية وغيرهم ممن ينتسب إلى السنة، ولهذا يقال: سنة وشيعة.
وإن أريد بـ أهل السنة المتمسكون بها فهنا يخرج من خرج عن السنة بعدم التمسك بها، فـ الأشاعرة مثلاً في باب الصفات ليسوا من أهل السنة لأن أهل السنة هم المتمسكون بها عقيدة وقولاً وعملاً، وهم الصحابة والتابعون لهم بإحسان وأئمة المسلمين من بعدهم.
ولهذا تجد بعض المصنفين يجعلون أهل السنة ثلاثة أقسام: أشعرية وماتريدية وسلف وهذا غلط، إلا أن يراد في مقابلة الرافضة فلا بأس هم سنة، ولكن الصواب أن أهل السنة هم المتمسكون بها، ولهذا يقال: أهل السنة والجماعة، الجماعة: بمعنى الاجتماع، أي: متمسكون بالسنة مجتمعون عليها.
وأما هذه الشروط التي ذكرها في السؤال فلا وجه لها، بل يقال: من تمسك بالسنة عقيدة وقولاً وعملاً فهو من أهل السنة.