Q ذكر الشيخ عبد الرحمن بن قاسم في حاشية كتاب التوحيد من ترك الكي والاسترقاء قاصداً التوكل فهو محقق للتوحيد، ومن تركه تجلداً أو تصبراً لم يكن في التوحيد من شيء فضلاً أن يكون في تحقيقه فما قصد الشيخ في ذلك يا شيخ؟
صلى الله عليه وسلم بارك الله فيك يجب أن تعلم أن ترك المعاصي خير على كل حال، لكن هل يكون الإنسان مدركاً لما يترتب عليه من الفضل، هذا لا يمكن إلا إذا نوى ذلك لله عز وجل، ولهذا جاء في الحديث القدسي أن من هم بسيئة فلم يعملها كتبت حسنة كاملة، قال في الحديث: (لأنه إنما تركها من جرائي) أي: من أجلي، فترك المعاصي خير على كل حال، لكن لا يثاب عليها إلا إذا تركها لله، وبهذه المناسبة أقول: تارك المعاصي أقسام: القسم الأول: ألا ترد على باله إطلاقاً كرجل لم يخطر بباله أن يشرب الخمر ولا أن يزني مثلاً هذا لا له ولا عليه.
القسم الثاني: من تركها عجزاً عنها مع فعل الأسباب لكنه عجز، كرجل حاول أن يزني بامرأة، ولكن عجز أن يتوصل إليها، هذا يكتب له إثم الفاعل، ودليل ذلك قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار، قالوا: يا رسول الله! هذا القاتل فما بال المقتول؟! قال: لأنه كان حريصاً على قتل صاحبه) فجعله في النار مع أنه مقتول، لكنه حريص ولكنه عجز.
القسم الثالث: أن يتركها لأنه نوى لكنه لم يفعل الأسباب، نوى أن يفعل السيئة ولكن تركها لا لله ولا لعجزه عنها، هذا أيضاً لا يثاب ولا يعاقب.
السائل: الكي بالنار هل هو حرام؟ الشيخ: لا ليس بحرام، الكي بالنار ليس حراماً؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نفسه كوى سعد بن معاذ رضي الله عنه في أكحله، وأخبر أنه إذا كان الشفاء في شيء ففي ثلاث وذكر منها الكي، لكن الذي يطلب أن يكوى هذا هو الذي يخرج من قوله: (ولا يكتوون) .
وإلى هنا ينتهي هذا اللقاء، وسبحانك اللهم ربنا وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، وإلى لقاء قادم إن شاء الله تعالى.