الحمد لله رب العالمين, وأصلي وأسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وإمام المتقين, وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فهذا هو اللقاء العاشر بعد المائتين من لقاءات الباب المفتوح, التي تتم كل يوم خميس، وهذا الخميس هو اليوم العاشر من شهر ربيع الأول عام (1420هـ) .
من عادتنا أن نتكلم في أول اللقاء على تفسير شيء من القرآن الكريم, أما اليوم فنخصص هذا اللقاء بالكلام عن الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم.
فنقول: من المعلوم أنه يجب على كل مسلم أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما, وأنه لا يؤمن أحد حتى يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين, ولا يمكن التأسي الكامل بالبدن والقلب إلا بمحبته؛ لأن المحبة هي الدافع والمانع, ولهذا تجد الرجل إذا أحب شخصاً اقتدى به في أقواله وأفعاله لأنه يحبه, فلا يتم الإيمان إلا بتقديم محبة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على كل أحد من البشر, وهذا أمر مفروغ منه لا يمتري فيه شخصان, ولا ينتطح فيه عنزان.
وهل من محبته أن يقام احتفال بمولده؟
صلى الله عليه وسلم لا.
ليس من محبته, وإن كان بعض الناس تحمله محبة الرسول صلى الله عليه وسلم على أن يقوم بهذا الاحتفال, ويقول: إني فعلت هذا محبة للرسول صلى الله عليه وسلم, هذا قد يقع من بعض الناس, ولكن حقيقة المحبة تنافي ذلك؛ لأن حقيقة المحبة: أن تلتزم بشريعة النبي صلى الله عليه وسلم, كما قال الله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران:31] فجعل الميزان لمحبة الله عز وجل اتباع النبي صلى الله عليه وسلم, إذاً: الميزان في محبة الرسول صلى الله عليه وسلم اتباعه, فمن قال إنه يحبه ولم يتبعه لم يكن صادقاً في هذه الدعوى.