Q كان أحد الإخوة يتكلم عن التلفاز، فمن المعروف يا شيخ! من كلامكم -هذا ما نعرفه- أن حكمه بحسب ما يستخدم له، ولكن لا تحبذه هذا الذي أعرفه، ولكن يقول: إذا كان التلفزيون أو الجهاز يستعمل لشيء من الأشياء الخيرة فالأصل فيه أنه للخيرات، ولكن أقول يا شيخ: بالنسبة للصورة التي تعرض سواء للخير أو لغيره أليست هي صورة، فلماذا لا تأخذ حكم الصور حفظكم الله وبارك فيكم؟
صلى الله عليه وسلم هي صورة لا شك، لكنها ليست حراماً؛ لأن هذه الصور إن كانت في شريط الفيديو، فإنها لا تظهر في نفس الشريط وإنما تظهر على الشاشة فقط، وإن كانت مباشرة فهي صورة كأنك تشاهد شخصاً من طاقة من البيت، وليس كل ما يسمى صورة يكون حراماً، فإن الإنسان يقف أمام المرآة ويشاهد صورة، ومع ذلك لا نقول: إن هذه الصورة حرام، فالمحرم من الصور الصور الثابتة التي تثبت باليد، تثبت على الأوراق، أما هذه فليست بثابتة، لكن إذا كان الإنسان يخشى على نفسه من مشاهدتها كما لو ظهر في الأخبار امرأة أو شاب جميل وتخشى المرأة على نفسها منه، فهنا لا تنظر إليه.
وأما قوله أن فيه خيراً نعم إن فيه الخير وفيه الشر، لكن في الوقت الحاضر شره أكثر من خيره، والإنسان العاقل لا ينبغي أن يقتنيه في بيته حتى ولا للأخبار؛ لأنه إذا اقتناه في البيت فلن يقتصر على الأخبار فقط، لابد أن يشاهد أخباراً وغير أخبار.
فنصيحتي لإخواني! أن يدعوا اقتناء التلفزيون مطلقاً مهما كان، لا سيما إذا جاء هذا الشبح الذي يهددوننا به الآن وهو البث المباشر، الذي سوف يشاهد الناس بواسطته ما عليه الدول الفاجرة الكافرة من الخلاعة والمجون والكفر، وإثارة الناس على ولاتهم، الذين في الخارج سينشرون كل ما يقال، حتى لو كان فيه ما يفرق بيننا وبين ولاة أمورنا؛ لأنهم يريدون الشر ويريدون الثورات، ويريدون القلق، ولا يريدون أمناً لهذه البلاد ولا لغيرها، ولهذا كان واجباً على الإنسان أن يحذر من هذا البث المباشر حتى يسلم الناس من شره.