ومن المهم لطالب العلم أن يعتني بإفشاء السلام، وهذه الخصلة مع الأسف الشديد مفقودة عند كثيرٍ من طلاب العلم، فتجده يمر بأخٍ من زملائه أو غيرهم فلا يسلم، وهذه آفة عظيمة؛ لأن السلام شعار اللقاء بين المسلمين، قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (إذا لقيته فسلم عليه) وقال صلى الله عليه وسلم: (والله لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أخبركم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم) .
والعجب أنه لا يخفى على طلاب العلم أن إفشاء السلام من السنة، وأن فيه أجراً إذا قلت: السلام عليكم، فعشر حسنات، ورحمة الله عشرون، وبركاته ثلاثون، ومع ذلك نرى كثيراً من طلبة العلم يتلاقون فلا يسلم بعضهم على بعض، سواءٌ كان أصغر منه أو أكبر منه، وهذه آفة يجب على طلبة العلم أن يقضوا عليها، وليعلم طالب العلم أن الناس ينظرون إليه نظرة تقليد، ونظرة عتاب، أما نظرة التقليد: فإنهم يقلدون طالب العلم فيما يقول ويفعل ويترك.
وأما العتاب: فإنهم يعتبون على طالب العلم إذا ترك ما ينبغي فعله، أو فعل ما ينبغي تركه، وربما تكون الحسنة من طالب العلم حسنات؛ لأن الناس يعظمونه بها، ويتخذونه إماماً، وربما تكون السيئة سيئات؛ لأن الناس يعتبون عليه، وينفرون منه، ويحرم من فائدة العلم.
فعليك يا أخي طالب العلم! أن تتقي الله عز وجل، وأن تتأدب بآداب العلم، وأن تحرص على نشر العلم ما استطعت، وأن تدعو إلى الله على بصيرة، والله يوفقنا جميعاً لما يحب ويرضى إنه على كل شيء قدير.