قال تعالى: {فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ} [الذاريات:39] يعني: أنه اتهم موسى عليه السلام بأنه ساحر؛ لأنه أتى بآيات تشبه ما يصنعه السحرة، عصا من خشب توضع في الأرض وتكون ثعباناً مبيناً، يد تدخل في الجيب فتخرج بيضاء في الحال، هذا يشبه السحر.
(أو مجنون) قال: إنه مجنون؛ وذلك لكونه يدعي أن الله وحده خالق السماوات والأرض، وهو الرب وهو الإله؛ لأنهم كانوا لا يعرفون الإله إلا فرعون، فإذا جاء شخص يقول: هو الله رب العالمين، وأن فرعون ليس إلهاً ولا رباً، فإنهم يرمونه بالجنون، هذا مجنون خرج عما نعلم وخرج عما نعهد.