Q فضيلة الشيخ، قرأتُ في كتابٍ اسمه: محرمات استهان بها الإنسان، لفضيلة الشيخ محمد صالح المنجد، تصحيح العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، ويقول فيه: (وكل عورةٍ لا يجوز النظر إليها، لا يجوز مسها ولو من وراء حائل) ، وفي المدرسة درستُ الفقه، ويقال فيه: يجوز مس العورة بشرط: أن يكون من وراء حائل، فماذا أصدق الكتاب أم المدرسة؟
صلى الله عليه وسلم ليس بينهما تناقضٌ -بارك الله فيك- الذي قرأتَ في الكتاب كتاب المدرسة يريد عورة نفسه، أي: أن الإنسان لو مس عورته بحائل؛ فإنه لا ينتقض الوضوء.
أما الأول: -وهو الذي في كتاب المنجد - إذا نظر الإنسان إلى عورة غيره، فهذا لا يجوز له النظر إلى عورة غيره إلا واحداً فقط، وهو الزوج مع زوجته، فيجوز لها أن تنظر إلى عورة زوجها، ويجوز لزوجها أن ينظر إلى عورتها، ويجوز له مس عورتها، ويجوز لها مس عورته؛ لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} [المؤمنون:5-7] .
وفي الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام، وإن كان فيه ما فيه من الضعف: (احفظ عورتك إلا من زوجك، أو ما ملكت يمينك) إذاً: القولان لا يتعارضان.
جزاكم الله خيراً.
وإلى هنا ينتهي هذا اللقاء.
نسأل الله تعالى أن ينفع به، ويجزيكم الثواب الجزيل، وأبشروا بالخير، فإن (من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهَّل الله له به طريقاً إلى الجنة) وكلنا نود أن نصل إلى الجنة بأي طريق، وهذا الذي يسلك الطريق الحسي أو المعنوي في التماس العلم فإن الله يسهل له به طريقاً إلى الجنة.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.