Q فضيلة الشيخ! هناك سؤال وهو أننا نقرأ في بعض الكتب: أن هناك من قسَّم الشرك إلى نوعين: شرك بدائي.
وشرك حضاري.
وقالوا في الشرك البدائي: أنه شرك القبور والأصنام والأوثان.
وأن الشرك الحضاري هو: الذي وقع فيه الناس الآن من عبادة الشهوات، وحب الرئاسة، والحكم بغير ما أنزل الله، وهكذا، فما هو رأيكم في هذا التقسيم الجديد؟
صلى الله عليه وسلم رأينا أن هذا تقسيم مبتدَع، لم يقسمه الأوائل من سلف هذه الأمة، وإنما قال سلف الأمة: إن الشرك نوعان: أصغر، وأكبر.
وجلي وخفي.
فالشرك الأكبر هو: المخرج عن الملة، والشرك الأصغر أو الخفي: ما لا يُخرج من الملة.
هذا هو التقسيم الصحيح الذي عليه سلف الأمة؛ ولكن ما ذكره من كون محبة الرئاسة والمال والجاه نوعاً من الشرك صحيح، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميصة، تعس عبد الخميلة) فجعل الذين تعلقت قلوبهم بهذا وصار ذلك أكبر همهم جعل ذلك نوعاً من العبادة.
أما أن نضرب بما ذكره سلفنا بل بما جاءت به النصوص أيضاً؛ الرسول عليه الصلاة والسلام قال: (أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، فسُئِل عنه قال: الرياء) .
فعلى كل حال التقسيم الذي ذكرتَ مبتدَع ولا يؤخذ به؛ لكن القول بأن الإنسان الذي ينهمك في الدنيا، ويرضى لحصولها، ويسخط لفواتها، قد وقع في نوع من الشرك؛ لأن الرسول سمى هذا عبداً لها.
السائل: وهل يدخل تحت ذلك عبادة الشهوات.
الشيخ: نعم.