Q فضيلة الشيخ: نقل أحد الكتاب عن الإمام الذهبي في كتاب تجريد أسماء الصحابة: أن عيسى بن مريم صحابي ونبي.
وتعليلاً لكونه صحابياً؟ قال: لأنه لقي النبي صلى الله عليه وسلم، وسلم عليه، فالسؤال: هل جميع الأنبياء الذين لقوا النبي صلى الله عليه وسلم يطلق عليهم تعريف الصحابة، وكذلك المؤمنون من الجن؟
صلى الله عليه وسلم أرى أن هذا من التكلف، كوننا نعد عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام من الصحابة من التكلف؛ لأن جميع الأنبياء رأوا النبي عليه الصلاة والسلام وسلموا عليه، يعني: رآه كثير منهم في ليلة المعراج، والرسول عرج به بجسده، ورآهم حقاً وكلمهم وكلموه وسلم عليهم وسلموا عليه، فهل نقول: إن آدم صحابي، ويحيى صحابي، وعيسى صحابي، وموسى صحابي وإبراهيم صحابي؟!! ثم إن وصف عيسى عليه الصلاة والسلام بأنه نبي رسول من أولي العزم أفضل من أن نصفه بأنه صحابي، هو في غنى عن أن يوصف بأنه صحابي، ولا أدري هذه الدسيسة من أين جاءت؟ لأن هذا يستلزم ألا نقول: إن أبا بكر هو خير هذه الأمة.
وهذا لا شك أن هذا يحبه الرافضة، يحبون ألا يكون أبو بكر خير هذه الأمة، ونحن نقول: خير هذه الأمة أبو بكر، أما عيسى بن مريم فهو مثل الرسول عليه الصلاة والسلام في منزلته، وإن كان الرسول أفضل الرسل لكنه في منزلة الرسالة، أقوى من منزلة الصحبة وأفضل، ولو أردنا أن نقول هكذا لقلنا: كل من لاقاهم الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ليلة المعراج كلهم صحابة.
أرى: أن هذا من التنطع ومن التكلف، وقد قال علي بن أبي طالب وغيره من الصحابة: [خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر] وكان علي بن أبي طالب يخطب على المنبر ويقول: [خير هذه الأمة أبو بكر] وكذلك ابن عمر صح عنه أنهم كانوا يخيرون في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام ويقولون: [خير هذه الأمة أبو بكر] في عهد الرسول.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.