Q فضيلة الشيخ! لو وجد داعية يكثر في محاضراته أو خطبه من الكلام الإنشائي المجرد عن الكتاب والسنة، فهل هذا يكون عليه مأخذ إلا أن أصل كلامه يعد من الكتاب والسنة مثل قوله: كيف بك لو حوسبت، وكيف بك لو دخلت تحت القبور، وقوله: واتقوا الله وكذا، لكن مجرد ذكر نصوص آيات القرآن أو نصوص الكتاب والسنة يكاد يكون مجرداً عنه، فهل يعد عليه مأخذ؟
صلى الله عليه وسلم لا شك أن الإنسان إذا خطب خطبة مؤثرة ولو من إنشائه الخاص لكنها لا تعدو ما جاء بالكتاب والسنة؛ فإنه مفيد وليس عليه مأخذٌ يعاب عليه، لكن ربطه ذلك بالقرآن والسنة أحسن وأفضل، لفائدتين: الفائدة الأولى: أن يعرف الناس أن كلامه مبني على دليل من الكتاب والسنة.
والفائدة الثانية: أن يربط الإنسان الناس بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وأضرب لك مثلاً: أنه يوجد مثلاً في كتب الوعاظ كلمات تؤثر ويبكي الإنسان منها ويخشع قلبه، كما يوجد في التبصرة لـ ابن الجوزي رحمه الله وغيرها، وإذا قرأ عليه القرآن في هذا المعنى نفسه لم يتأثر تأثره بكلام هذا الكاتب، وذلك لأن القرآن لا يذكر في وعظ هؤلاء الواعظين، ولهذا نرى أن الإنسان أفضل له أن يجمع بين الحسنيين: فيأتي بالكلام المؤثر من قوله، ويأتي أيضاً بما يتضمنه الكتاب والسنة من كلامه.
السائل: يا شيخ! لا يكون معارضاً لقوله: {فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ} [ق:45] ؟ الشيخ: لا.
ما دام أنه قد أتى بمعناه فهو ليس بعيداً عنه، لكن كونه يأتي بالمعنى واللفظ أحسن.