Q فضيلة الشيخ! ما هي الأساليب والطرق لطلب العلم، وما رأيكم فيمن يحفظ ولا يفهم، أو يفهم ولا يحفظ؟
صلى الله عليه وسلم الأساليب لطلب العلم أن يبدأ الإنسان بصغار العلم قبل كباره، ليصعد إلى السطح من أسفل الدرج، فيبدأ مثلاً بالكتب المختصرة ولا بد من شيخ يقرأ عليه ويبين له؛ لأن القراءة على الشيخ يستفيد منها الإنسان فائدتين عظيمتين: الفائدة الأولى: أنها أقل زللاً ممن يتلقى العلم من الكتب، لأن العالم عنده سعة علم يعرف العام والخاص، والمطلق والمقيد، والناسخ والمنسوخ، والمجمل والمبين، الذي لا يعرفه طالب العلم الذي يأخذ الكتاب ويقرأ فقط، فعنده من العلم ما ليس عند طالب العلم الذي يقرأ في الكتب.
الفائدة الثانية: أنها أقرب إلى تحصيل العلم، لأنك إذا أخذت العلم من الكتب لا بد أن تراجع مراجعة كثيرة، وربما تبقى على مسألة واحدة عدة أيام إذا كنت تريد أن تحررها، لكن إذا كنت تأخذ العلم عن عالم أعطاك الزبدة، قال لك: قيل كذا وقيل كذا والراجح هذا، يبين وجه الرجحان ويدفع حجة الآخر، فتلقي العلم من العلماء لا شك أنه أولى وأحسن لهذين السببين، والعالم إذا وفق الإنسان له أرشده إلى ما ينبغي أن يبدأ به من وسائل العلم.
أما الذي يحفظ ولا يفهم والثاني يفهم ولا يحفظ فمن يحفظ ولا يفهم يسأل الله تعالى أن يرزقه فهماً، ومن يفهم ولا يحفظ يسأل الله أن يرزقه حفظاً، والذي أعطاه هذا يعطيه هذا إن شاء الله.