Q فضيلة الشيخ! ما نصيحتكم لإخوانكم المجاهدين عامة، ولإخوانكم المجاهدين من أوروميا في الحبشة خاصة، حيث أن زعيمهم حاضر في هذا المجلس المبارك وجزاكم الله خيراً؟
صلى الله عليه وسلم نصيحتي للمجاهدين أن يخلصوا النية لله عز وجل، بأن يقاتلوا لتكون كلمة الله هي العليا، لأن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الرجل يقاتل شجاعة، ويقاتل حمية، ويقاتل ليرى مكانه، أي ذلك في سبيل الله؟ قال: (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله) .
ثانياً: ألا يقاتلوا حتى يستعدوا، ويكون لديهم من العدة ما يقابل عدة العدو أو يقارب، لقول الله تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال:60] ، ولهذا أجاز الله سبحانه وتعالى للمجاهدين أن يفروا إذا كان العدو أكثر من مثليهم أن يفروا حتى بعد المصافاة إذا كان العدو أكثر من مثليهم، وهكذا إذا كان السلاح أكثر من مثل سلاحهم، أما أن نذهب نقاتل عدواً بسلاح لا يقابل ولا يداني سلاحه بدون أن يكون هناك أسباب يمكن أن نتقي بها، فهذا لاشك أنه ليس بمشروع؛ لأن الواجب الإعداد قبل النفور: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال:60] .
ثالثاً: نصيحتي لهم ألا يختلفوا ولا يتنازعوا، لأنهم إذا اختلفوا وتنازعوا فشلوا، قال الله تبارك وتعالى: {حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ} [آل عمران:152] يعني: رأيتم ما تكرهون، فالنزاع والاختلاف سبب للهزيمة والفشل، إذا كنت تقاتل في سبيل الله حقاً فلا تجعل قولك هو المنتصر ولا تنتصر لنفسك ولكن اتبع الحق أينما كان، ولهذا لما كان بعض المجاهدين في نيته دغل صار المجاهدون يتقاتلون فيما بينهم، يقتل بعضهم بعضاً بالسلاح الذي أعد ليقاتل به العدو.
الرابع: أن يجعلوا لهم أمراء وعمداء حتى لا يكون أمرهم فوضى، ويجب على المأمور أن يكون مطيعاً لأميره في غير معصية الله، كما كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا بعث جيشاً أو سرية أمر عليهم من يوجههم ويأمرهم وينهاهم حتى لا يكون أمرهم فوضى، أما أن يركب كل إنسان رأسه ويفرض رأيه فهذا خطأ عظيم، لا بد من أمير يتفق عليه أو يعنيه من كان أميراً قبله أو ما أشبه ذلك من وسائل نصب الأمير.