Q فضيلة الشيخ! بعض الإخوان في بعض المساجد يقوم بقفل الميكروفونات بعد إقامة الصلاة باحتجاج أنهم لا يزعجون أصحاب الحي، فتناقشنا مع الأئمة معهم قالوا: لابد، لأننا قد سمعنا فتوى لفضيلة الشيخ ابن عثيمين بقفل الميكروفونات بعد الإقامة؟
صلى الله عليه وسلم نعم هذا صحيح، نحن نرى ألا ترفع الصلاة من المآذن في الميكرفون؛ لما في ذلك من الأذية على المساجد، القريبة من المسجد بل وعلى أهل البيوت الذين يزعجهم هذا، لأن أهل البيوت قد يكون الإنسان مريضاً يريد أن ينام، وقد يكون عنده صبيان ينزعجون من هذا الصوت، ثم ما الفائدة من هذا: هل هو يصلي للناس الذين في الخارج أم يصلي لأهل المسجد؟ هو يصلي لأهل المسجد.
إذاً: ما الفائدة؟! وقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه ذات ليلة ورآهم يصلون ويجهرون، فقال: (لا يؤذين بعضكم بعضاً في القراءة) .
أما الإقامة فلا بأس على أن بعض الإخوة قال: إنها بدعة، لأن الإقامة بمكبر الصوت من المنارة كأنه أقام في المنارة والإقامة للحاضرين، لكني أرى أنه لا بأس بالإقامة، لأن قوله صلى الله عليه وسلم: (إذا سمعتم الإقامة فامشوا إلى الصلاة) يدل على أن الإقامة تسمع من خارج المسجد، وأما أن تكون كل الصلاة فلا شك أنه يؤذي الناس لا سيما في الصلاة الجهرية، وقد سمعنا من أمن على قراءة المسجد الذي بجواره، وسمعنا من ركع لما ركع المسجد الذي بجواره، وكل هذا واضح مفسدته.