لقد خلق الله هذا الإنسان في كامل الرفعة والتمام في الخلقة والعقل، فهو في هذه الدنيا يعيش مع مكابدة المشاق من الأعمال الدنيوية والأخروية، بالإضافة إلى أن هذا الإنسان الضعيف إذا كان في كامل صحته وعنفوان شبابه مع وجود الغنى وبسط الرزق له أهلكه في شهواته، يقول: إنه لا يقدر عليه أحد ونسي أن هناك من يراقبه، فإن الله الذي خلقه هو الذي امتن عليه بنعمة البصر واللسان والشفاه وغيرها من النعم بجانب هدايته إلى طريق النجدين.