قال تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ} [الطارق:2] هذا استفهام تفخيم.
أي: أيُ شيء أعلمك بهذا الطارق الذي هو النجم؟ ثم بين عز وجل مراده بقوله: {النَّجْمُ الثَّاقِبُ} [الطارق:3] أي: هو النجم الثاقب الذي يثقب الظلام بضيائه، مأخوذٌ من ثقب المسمار للخشبة، فهو يشق الظلام حتى يصل بنوره إلى الأرض، وهذا لا يتبين في وقتنا الحاضر في المدن؛ لأن الأرض مملوءة بأنوار الكهرباء، ولكن لو خرجت إلى البر بعيداً عن مواضع الكهرباء لرأيت إضاءة النجوم على الأرض ظاهرة، ويتبين ظهورها فيما إذا أظلمت السماء بالغيوم، حيث تكون الأرض مظلمةً أشد، ولهذا سمى الله سبحانه وتعالى النجم بالثاقب؛ لأنه يثقب الظلام بضيائه، أي يخرقه حتى يصل إلى الأرض.