والمعروف أن الأقليات الدينية بكل بلاد العالم تلتزم أماكن تجمعات وأحياء خاصة بها بأعداد تسمح بإقامة دور عبادة لهم ..

وكان الأمر يسري على الأقباط النصارى حتَّى أن هناك بلاد بالصعيد كانت أغلبيتها مسيحية لالتصاقهم بدور العبادة الخاص بهم والسكن بالقرب منه وكذلك بالنسبة للأقباط بالمدن حيث كانوا يسكنون بالقرب من كنيستهم ..

ولكن شنودة ابتدع خطة ماكرة حث فيها الأقباط النصارى على الانتشار في الأحياء والبلاد بحيث يتم ممارسة الضغوط على الحكومة بإنشاء الكنائس بأماكن حتَّى لو كان المتواجد فيها أسرة أو اثنتين من الأقباط النصارى ..

الأمر بالنسبة لجماعة الأمة القبطية هو امل وهدف أن تقرع أجراس الكنائس القبطية بكل بقاع مصر وألَّا ينقطع صوت الأجراس بل يتواصل بتواصل بناء الكنائس على أبعاد ومسافات معلومة تفصل بينها .. لا يكاد المار أن تغيب عنه أصوات أجراس إحدى الكنائس حتَّى تليه أصوات الأخرى ..

الهدف بالنسبة لشنودة أبعد من احتياج الأقباط النصارى للكنائس والَّتِي معظمها فارغة من المصلين بل ومن رجال الدين الذين انشغلوا عن العبادة بالأمور السياسية والتخطيط للعداء وصياغة المؤامرات .. وحتى تلك الَّتِي يرتادها مصلين فإن مساحتها تتسع لأضعاف العدد الموجود ..

هي سياسة كنائسية ماكرة الغرض منها سحر الأعين وإيهام الغرب والسائحين وحتى القاطنين باتساع نفوذ كنيسة الأقباط النصارى وتعدادهم وتواجدهم على أرض مصر ..

وكانت حادثة الخانكة بداية أتت ثمارها للكنيسة وكانت بدايات لمحور انطلاق الأقباط النصارى في مظاهرات وتفنن كهنتهم في إشعال الفتن الَّتِي أخذت في التصاعد الرهيب داخل وخارج مصر عهد السادات حتَّى اختتمت عهده بحادث الزاوية الحمراء في 17 يونيو 1980 والذي أدَّى بنشوء عنف طائفي بين المسلمين والأقباط النصارى لمدة ثلاث أيام متتالية وكانت النتيجة حسب التقرير الأمني 17 قتيلا و112 جريحا .. والذي أدَّى بالسادات إلى سرعة حفظ الاستقرار والأمن بالبلاد واصدار قرار عزل وتنحية شنودة وتحديد إقامته بأحد أديرة وادي النطرون ..

لم يخطئ السادات عندما أخذ بحيثيات الحكم في التهم الموجه إلى شنودة

((إن البابا خيب الآمال وتنكب عن الطريق المستقيم الذي تمليه عليه قوانين البلاد , واتخذ الدين ستارا يخفي أطماعا سياسية - كل أقباط مصر منها براء - وأنه يجاهر بتلك الأطماع واضعا بديلا له - بحرا من الدماء تغرق فيها البلاد من أقصاها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015