الناس ولم يصلوا إلى هدمه ونقضه ومنع الناس عن حجه وزيارته كما كان يفعل أصحاب الفيل لو قدروا على هدمه وصرف الناس عن حجه والقرامطة أخذوا الحجر والباب وقتلوا الحجاج وسلبوهم أموالهم ولم يتمكنوا من منع الناس من حجة بالكلية ولا قدروا على هدمه بالكلية كما كان أصحاب الفيل يقصدونه ثم أذلهم الله بعد ذلك وخذلهم وهتك أستارهم وكشف أسرارهم.
والبيت المعظم باق على حاله من التعظيم والزيارة والحج والإعتمار والصلاة إليه لم يبطل شيء من ذلك عنه بحمد الله ومنه وغاية أمرهم أنهم أخافوا حج العراق حتى انقطعوا بعض السنين ثم عادوا ولم يزل الله يمتحن عباده المؤمنين بما يشاء من المحن ولكن دينه قائم محفوظ لا يزال تقوم به أمة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك كما قال تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ، هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة: 32, 33] .
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا البيت يحج ويعتمر بعد خروج يأجوج ومأجوج ولا يزال كذلك حتى تخربه الحبشة ويلقون حجارته في البحر وذلك بعد أن يبعث الله ريحا طيبة تقبض أرواح المؤمنين كلهم فلا يبقى على الأرض مؤمن ويسرى بالقرآن من الصدور والمصاحف فلا يبقى في الأرض قرآن ولا إيمان ولا شيء من الخير فبعد ذلك تقوم الساعة ولا تقوم إلا على شرار الناس.
وقوله صلى الله عليه وسلم: "ويوم أنزلت علي فيه النبوة" يعني أنه صلى الله عليه وسلم نبىء يوم الإثنين وفي المسند عن ابن عباس قال: ولد النبي صلى الله عليه وسلم يوم الإثنين واستنبىء يوم الإثنين وخرج مهاجرا من مكة إلى المدينة يوم الإثنين ودخل المدينة يوم الإثنين وتوفي يوم الإثنين ورفع الحجر الأسود يوم الإثنين وذكر ابن إسحاق: أن النبوة نزلت يوم الجمعة وحديث أبي قتادة يرد هذا واختلفوا: في أي شهر كان ابتداء النبوة؟ فقيل: في رمضان وقيل: في رجب ولا يصح وقيل في ربيع الأول وقيل: إنه نبىء يوم الإثنين لثمان من ربيع الأول.
وأما الإسراء فقيل كان في رجب وضعفه غير واحد وقيل: كان في ربيع الأول وهو قول إبراهيم الحربي وغيره.
وأما دخول المدينة ووفاته: فكانا في ربيع الأول بغير خلاف مع اختلاف في تعيين ذلك اليوم من أيام الشهر وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن صيام يوم