المحبة لها سقيمة السلامة منها غنيمة والعافية منها ليس لها قيمة والبليه بها لا سيما بعد نزول الشيب داهية عظيمة.

طاعة الله خير ما اكتسب العبد ... ما هلاك النفوس إلا المعاصي

فكن طائعا لله لا تعصينه ... فاجتنب ما نهاك لا تقربنه

إن شيئا هلاك نفسك فيه ... ينبغي أن تصون نفسك عنه

يا من ضاع قلبه أنشده في مجالس الذكر عسى أن تجده يا من مرض قلبه احمله إلى مجلس الذكر لعله أن يعافى مجالس الذكر مارستان الذنوب تداوي فيها أمراض القلوب كما تداوي أمراض الأبدان في مارستان الذكر نزه لقلوب المؤمنين يتنزه فيها بسماع كلام الحكمة كما يتنزه أبصار أهل الدنيا في رياضها وبساتينها.

مجلسنا هذا خضرة في روضة الخشوع طعامنا فيه الجوع وشرابنا فيه الدموع ونقلنا هذا الكلام المسموع نداوي فيه أمراضا أعيت جالينوس ويختيشوع نسقي فيه ترياق الذنوب وفاروق المعاصي فمن شرب لم يكن له إلى المعصية رجوع كم أفاق فيه من المعصية مصروع وبرىء فيه من الهوى ملسوع ووصل فيه إلى الله مقطوع ما عيبه إلا أن الطبيب الذي له لو كان يستعمل ما يصف للناس لكان إليه المرجوع يا ضيعة العمران نجا السامع وهلك المسموع يا خيبة المسعى إن وصل التابع وانقطع المتبوع.

وغير تقي يأمر الناس بالتقى ... طبيب يداوي الناس وهو سقيم

"يا أيها الرجل المقوم غيره. ... هلا لنفسك كان ذا التقويم

ابدأ بنفسك فأنهها عن غيها ... فإذا انتهت عنه فأنت حكيم

فهناك يقبل ما تقول ويقتدى ... بالقول منك وينفع التعليم

لا تنه عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم

كم ذا التمادي فها قد جاءنا صفر ... شهر به الفوز والتوفيق والظفر

فابدأ بما شئت من فعل تسر به ... يوم المعاد ففيه الخير ينتظر

توبوا إلى الله فيه من ذنوبكم ... من قبل يبلغ فيكم حده العمر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015