لما كان الحج من أفضل الأعمال والنفوس تتوق إليه لما وضع الله في القلوب من الحنين إلى ذلك البيت المعظم وكان كثير من الناس يعجز عنه ولا سيما كل عام شرع الله أعمالا يبلغ أجرها أجر الحج فيتعرض بذلك العاجزون عن التطوع بالحج.
ففي الترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من صلى الصبح في جماعة ثم جلس في مصلاه يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كان له مثل أجر حجة وعمرة تامة" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "تامة تامة تامة".
شهود الجمعة يعدل حجة تطوع قال سعيد بن المسيب هو أحب إلى من حجة نافلة وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم المبكر إليها كالمهدي هديا إلى بيت الله الحرام وفي حديث ضعيف "الجمعة حج المساكين".
وفي تاريخ ابن عساكر عن الأوزاعي قال مر يونس بن ميسرة بن حلبس بمقابر باب توما فقال: السلام عليكم يا أهل القبور أنتم لنا سلف ونحن لكم تبع فرحمنا الله وإياكم وغفر لنا ولكم فكأن قد صرنا إلى ما صرتم إليه فرد الله الروح إلى رجل منهم فأجابه فقال: طوبى لكم يا أهل الدنيا حين تحجون في الشهر أربع مرار قال وإلى أين يرحمك الله؟ قال إلى الجمعة أما تعلمون أنها حجة مبرورة متقبلة قال: ما خير ما قدمتم؟ قال الاستغفار يا أهل الدينا قال فما يمنعك أن ترد السلام؟ قال: يا أهل الدنيا السلام والحسنات قد رفعت عنا فلا في حسنة نزيد ولا في سيئة تنقص غلقت رهوننا يا أهل الدنيا.
في سنن أبي داود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من تطهر في بيته ثم خرج إلى المسجد لأداء صلاة مكتوبة فأجره مثل أجر الحاج المحرم ومن خرج لصلاة الضحى كان له مثل أجر المعتمر".
وفي حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم وصى رجلا ببر أمه وقال له "أنت حاج ومعتمر ومجاهد" ويعني إذا برها.
وقال بعض الصحابة الخروج إلى العيد يوم الفطر يعدل عمرة ويوم الأضحى يعدل حجة.
وقال الحسن مشيك في حاجة أخيك المسلم خير لك من حجة بعد حجة.
وقال عقبة بن عبد الغافر: صلاة العشاء في جماعة تعدل حجة وصلاة الغد في جماعة تعدل عمرة وقال أبو هريرة لرجل: بكورك إلى المسجد أحب إلي من غزوتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكره الإمام أحمد.