الغافلين كالشجرة الخضراء في وسط الشجر الذي تحات ورقه من الصرير ـ والصرير: البرد الشديد ـ وذاكر الله في الغافلين يغفر له بعدد كل رطب ويابس وذاكر الله في الغافلين يعرف مقعده في الجنة" قال بعض السلف: ذاكر الله في الغافلين كمثل الذي يحمي الفئة المنهزمة ولولا من يذكر الله في غفلة الناس لهلك الناس.
رأى جماعة من المتقدمين في منامهم كأن ملائكة نزلت إلى بلاد شتى فقال بعضهم لبعض: اخسفوا بهذه القرية فقال بعضهم: كيف نخسف بها وفلان قائم يصلي ورأى بعض المتقدمين في منامه من ينشد ويقول:
لولا الذين لهم ورد يصلونا ... وآخرون لهم سرد يصومونا
لدكدكت أرضكم من تحتكم سحرا ... لأنكم قوم سوء ما تطيعونا
وفي مسند البزار عن أبي هريرة مرفوعا: "مهلا عن الله مهلا فلولا عباد ركع وأطفال رضع وبهائم رتع لصب عليكم العذاب صبا" ولبعضهم في المعنى:
لولا عباد للإله ركع ... وصبية من اليتامى رضع
ومهملات في الفلاة رتع ... صب عليكم العذاب الموجع
وقد قيل في تأويل قوله تعالى: {وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ} [البقرة: 251] أنه يدخل فيها دفعة عن العصاة بأهل الطاعة وجاء في الأثر: أن الله يدفع بالرجل الصالح عن أهله وولده وذريته ومن حوله وفي بعض الآثار يقول الله عز وجل: "أحب العباد إلي المتحابون بجلالي المشاؤن في الأرض بالنصيحة الماشون على أقدامهم إلى الجمعات" وفي رواية: "المتعلقة قلوبهم بالمساجد والمستغفرون بالأسحار فإذا أردت إنزال عذاب بأهل الأرض فنظرت إليهم صرفت العذاب عن الناس" وقال مكحول: ما دام في الناس خمسة عشر يستغفر كل منهم كل يوم خمسا وعشرين مرة لم يهلكوا بعذاب عامة والآثار في هذا المعنى كثيرة جدا.
وقد روي في صيام النبي صلى الله عليه وسلم شعبان معنى آخر وهو أنه تنسخ فيه الآجال فروي بإسناد فيه ضعف عن عائشة قالت: كان أكثر صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعبان فقلت: يا رسول الله أرى أكثر صيامك في شعبان؟ قال: "إن هذا الشهر يكتب فيه لملك الموت من يقبض فأنا لا أحب أن ينسخ اسمي إلا وأنا صائم".