قال الله تعالى: {قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي} [النمل:44] وهذا من أعظم طرائق الدعاء.
{قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [النمل:44].
ولننخ المطايا هنا لنعرف عظيم صبر الله.
الذي أخرج هذه المرأة من أرض اليمن هو الحفاظ على ملكها وعرشها، فأورثها الله جل وعلا الهداية في قلبها وأن تموت على الإسلام، فانظر الدافع في الخروج والغاية التي كانت تريدها، ثم انظر ما النوال الذي أعطيت، وما الفود الذي عادت به، ((قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ))، فأصبحت مؤمنة بعد أن كانت كافرة.
وأنت ترى فضل الله الواسع في بلادنا، فكثير من العمال والمهندسين وغيرهم يأتون إلى بلادنا طلباً للقمة العيش، ممن ليسوا على دين الإسلام من شتى أقطار الأرض، ويمن الله جل وعلا على كثير منهم بالإسلام فيؤمنون، فانظر لماذا أتوا وماذا كسبوا وبما سيعودوا، أما من منَّ الله عليهم بالهداية وماتوا بعد ذلك عليها فهذه نعمة عظيمة واصطفاء واجتباء، فربما لو مكث في بلاده لما عرف الدين ولما آمن، لكن لما قدر له أن يأتي طلباً للرزق من الله عليه بالهداية إليه.
هذا ما تيسر إيراده، وتهيأ إعداده، وأعان الله على قوله حول قول الله جل وعلا: {وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ} [النمل:17].
وصلى الله على محمد وعلى آله والحمد لله رب العالمين.