المقصود من هذا أن المهدي من أعظم علامات الساعة الكبرى، وهو في الإجمال يواطئ اسمه اسم النبي صلى الله عليه وسلم، أي أن اسمه محمد بن عبد الله، ويخرج في مكة، وقد جاءت بعض الأحاديث أنه يبايع له بين الركن والمقام.
وبعض صناع الأثر أو المعنيين بالدراية في علم الحديث يقولون: إن المهدي من أهل المدينة، لكنه يبايع له بين الركن والمقام، لكن ليست المبايعة له بين الركن والمقام هي وحدها الأمارة والعلامة على أنه المهدي، فاعتقاد ذلك من الخطأ، وقد تشبث بذلك كثيرون لا حاجة لذكرهم.
فالإنسان أحياناً يرى وصفاً واحداً وتغيب عنه أوصاف فيقع في الخطأ من حيث لا يدري، ومثال ذلك: لو أن أخاً لك أردت أن تبعثه إلى حي لا يعرفه، ودللته على عمارة لكنك قلت له: إنها مكونة من أربعة طوابق بابها جهة الشرق، ليس عن يمينها ويسارها بناء، ثم إنه ذهب إلى هذا الحي، فأول ما رأى عمارة أو بناية لها أربعة أدوار ظنها هي المقصودة ولم يلتفت إلى بقية الأوصاف، فاستعجل في وصف واحد؛ وهذا هو الذي يقع فيه الخلط كثيراً، وعندما يقرأ البعض الأحاديث قراءة ليست كاملة يكون غالب أمره مبنياً على الهوى، لا على العلم الشرعي.
هذا ما تيسر إيراده وتهيأ إعداده، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله، والحمد لله رب العالمين