وبقي هنا شيء هو ارتباط بين حدث وحدث سبقنا إليه ودلنا وأرشدنا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن النبي عليه الصلاة والسلام قال في حق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه وأرضاه: (أشقى الأولين أحيمر ثمود عاقر الناقة، وأشقى الآخرين -وأشار إلى رقبة علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه- من يفصل هذه عن هذا) أي: من يكون على يديه قتلك يا علي، وقد قتل على يد عبد الرحمن بن ملجم المرادي في خبر مشهور مستفيض معروف، قتله وهو غاد إلى صلاة الفجر.
والعجب أنه كان لأمير المؤمنين ابنة اسمها أم كلثوم، وقد تزوجها عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه، وكانت تقول: ما لي ولصلاة الفجر.
وذلك لأن زوجها عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وأرضاه قتل في صلاة الفجر، وأبوها علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه وأرضاه قتل وهو غاد إلى صلاة الفجر، وهذا من باب اللطائف المتعلقة بخبر النبي صلى الله عليه وسلم: (أشقى الأولين أحيمر ثمود، وأشقى الآخرين من يفصل هذه عن هذا) وأشار إلى علي رضي الله تعالى عنه وأرضاه.
هذا ما تحرر إيراده، وأعان الله على قوله، وصلى الله على محمد وعلى آله، والحمد لله رب العالمين.