قال ربنا تعالى: {سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَنَ الْكَذَّابُ الأَشِرُ} [القمر:26].
قوله تعالى: (سَيَعْلَمُونَ) السين للمستقبل القريب.
(غَدًا) كلمة (غداً) هنا لا تعني اليوم التالي للحديث، والعرب تقول في كلامها: إن من الكلام ما إذا عرف نكر، وإذا نكر عرف، ككلمة (أمس)، فإذا قال الرجل: (رأيت صاحبي أمس)، فهو يعني اليوم الذي قبل أن يتحدث فيه، فإذا حكى هذا الكلام يوم الخميس فإنه يقصد يوم الأربعاء، وإذا حكاه يوم الجمعة فإنه يقصد يوم الخميس، مع أن كلمة أمس هنا نكرة لم تعرف، وإذا عرفت أريد بها النكرة، كقوله تعالى: {كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ} [يونس:24]، أي: فيما مضى، ولا يُقصَد اليوم الذي قبل أن يحكي الله جل وعلا فيه الآية.
فهنا يقول ربنا تباركت أسماؤه وجل ثناؤه: (سَيَعْلَمُونَ) أي: قوم ثمود (غَدًا) أي: في مستقبل أيامهم (من الكذاب الأشر).
ومنه قول الله جل وعلا: {وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا * إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [الكهف:23 - 24].