قوله جل ذكره: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ» «1» «بِسْمِ اللَّهِ» كلمة تخبر عن جلال أزليّ، وجمال سرمديّ، جلال ليس له زوال، وجمال ليس له انتقال، جلال لا بأغيار «2» وأمثال، جمال لا بصورة ومثال، وجلال هو استحقاقه لجبروته وجمال هو استيجابه لملكوته، جلال من كاشفه به فأوصافه فناء في فناء، وجمال من لاطفه به فأحواله بقاء في بقاء.
قوله جل ذكره:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ (?) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ (?) وَوالِدٍ وَما وَلَدَ (?) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ (4)
أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5) يَقُولُ أَهْلَكْتُ مالاً لُبَداً (6) أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7) أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِساناً وَشَفَتَيْنِ (9)
وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ (10)
أي: أقسم بهذا البلد، وهو مكة.
«وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ» وإنما أحلّت له ساعة واحدة «3» .
«وَوالِدٍ وَما وَلَدَ» كلّ والد وكلّ مولود. وقيل: آدم وأولاده وجواب القسم: «لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ» .
ويقال: أقسم بهذا البلد لأنك حلّ به.. وبلد الحبيب حبيب.
«لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ»