بسم الله الرّحمن الرّحيم بسم الله اسم عزيز يرتضى من الزاهد ترك دنياه، ومن العابد مخالفة هواه، ومن القاصد قطع مناه، ولا يرضى من العارف أن يساكن شيئا غير مولاه. إن خرج عن كلّ مرسوم- بالكلية، وانسلخ عن كل معلوم- من غير أن تبقى له منه بقية فلعلّه يجد شظيّة. وإن عرّج على شىء، ولم يصف من الكدورات- حتى عن يسيرها- وإن دقّ- فإنه كما في الخبر: «المكاتب عبد ما بقى عليه درهم» .
قوله جل ذكره:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
طسم (?)
ذكرنا فيما مضى اختلاف السّلف في الحروف المقطّعة فعند قوم: الطاء إشارة إلى طهارة عزّه وتقدّس علوّه، والسين إشارة ودلالة على سناء جبروته، والميم دلالة على مجد جلاله فى آزاله.
ويقال الطاء إشارة إلى شجرة طوبى، والسين إلى سدرة المنتهى، والميم إلى اسم محمد صلى الله عليه وسلم أي ارتقى محمد ليلة الإسراء عن شهوده شجرة طوبى حتى بلغ سدرة المنتهى، فلم يساكن شيئا من المخلوقات في الدنيا والعقبى «1» .