ويقال شرط التواضع وحده ألا يستحسن شيئا من أحواله، حتى قالوا «1» : إذا نظر إلى رجله لا يستحسن شسع نعله، وعلى هذا القياس لا يساكن أعماله، ولا يلاحظ أحواله.
قوله: «وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً» : قيل سداد المنطق ويقال من خاطبهم بالقدح فهم يجاوبونه بالمدح له.
ويقال إذا خاطبهم الجاهلون بأحوالهم، الطاعنون فيهم، العائبون لهم قابلوا ذلك بالرّفق، وحسن الخلق، والقول الحسن والكلام الطيب.
ويقال يخبرون من جفاهم أنهم فى أمان من المجافاة «2» قوله جل ذكره:
وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِياماً (64)
يبيتون لربهم ساجدين، ويصبحون واجدين فوجد صباحهم ثمرات سجود أرواحهم، كذا فى الخبر: «من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار» أي عظم ماء، وجهه عند الله، وأحسن الأشياء ظاهر بالسجود محسّن وباطن بالوجود مزيّن.
ويقال متصفين بالسجود قياما بآداب الوجود.
قوله جل ذكره:
وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً (65) إِنَّها ساءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً (66)
يجتهدون غاية الاجتهاد، ويستفرغون نهاية الوسع، وعند السؤال ينزلون منزلة العصاة، ويقفون موقف أهل الاعتذار، ويخاطبون بلسان التنصّل «3» كما قيل:
وما رمت الدخول عليه حتى ... حللت محلة العبد الذليل