لسان العرب (صفحة 7937)

لِمَنْ طَلَلٌ بالمُنْتَصى غَيْرُ حائلِ، ... عَفا بَعْدَ عَهْدٍ مِنْ قِطارٍ ووابِلِ؟

قَالَ السُّكَّرِيُّ: المُنْتَصَى أَعلى الوادِيين. وإِبل ناصِيةٌ إِذا ارتَفَعتْ فِي الْمَرْعَى؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وإِني لأَجِد فِي بَطْنِي نَصْواً ووَخْزاً أَي وَجَعاً، والنَّصْوُ مِثْلُ المَغَس، وإِنما سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه يَنْصُوك أَي يُزْعِجُك عَنِ القَرار. قَالَ أَبو الْحَسَنِ: وَلَا أَدري مَا وَجْهُ تَعْلِيلِهِ لَهُ بِذَلِكَ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: وجدْتُ فِي بَطْنِي حَصْواً ونَصْواً وقَبْصاً بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وانْتَصَى الشيءَ: اخْتارَه؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِحُمَيْدٍ بْنِ ثَوْرٍ يَصِفُ الظَّبْيَةَ:

وَفِي كلِّ نَشْزٍ لَهَا مَيْفَعٌ، ... وَفِي كلِّ وَجْهٍ لَهَا مُنْتَصى

قَالَ: وَقَالَ آخَرُ فِي وَصْفِ قَطَاةٍ:

وَفِي كلِّ وَجْهٍ لَهَا وِجْهةٌ، ... وَفِي كلِّ نَحْوٍ لَهَا مُنْتَصَى

قَالَ: وَقَالَ آخَرُ:

لَعَمْرُكَ مَا ثَوْبُ ابنِ سَعْدٍ بمُخْلِقٍ، ... وَلَا هُوَ مِمّا يُنْتَصَى فيُصانُ

يَقُولُ: ثَوْبُهُ مِنَ العُذْر لَا يُخْلِقُ، وَالِاسْمُ النِّصْيَةُ، وَهَذِهِ نَصِيَّتي. وتَذَرَّيت بَنِي فُلَانٍ وتَنَصَّيْتُهم إِذا تَزَوَّجت فِي الذِّروة مِنْهُمْ والنّاصِية. وَفِي حَدِيثِ ذِي المِشْعارِ:

نَصِيّةٌ مِنْ هَمْدان مِنْ كلِّ حاضِر وبادٍ

؛ النَّصِيّةُ منْ يُنْتَصَى مِنَ الْقَوْمِ أَي يُخْتار مِنْ نَوَاصِيهم، وهمُ الرُّؤوس والأَشْراف، وَيُقَالُ للرُّؤساء نَوَاصٍ كَمَا يُقَالُ للأَتباع أَذْنابٌ. وانْتَصَيْتُ مِنَ الْقَوْمِ رَجلًا أَي اخْتَرْتُهُ. ونَصِيّةُ القومِ: خِيارُهم. ونَصِيَّةُ الْمَالِ: بَقِيَّتُه. والنَّصِيَّة: البَقِيَّة؛ قَالَهُ ابْنُ السِّكِّيتِ؛ وأَنشد للمَرّار الفَقْعَسي:

تَجَرَّدَ مِنْ نَصِيَّتها نَواجٍ، ... كَمَا يَنْجُو مِنَ البَقَر الرَّعِيلُ (?)

وَقَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ الأَنصاري:

ثَلاثةُ آلافٍ ونحنُ نَصِيّةٌ ... ثلاثُ مِئينٍ، إِن كَثُرْنا، وأَربَعُ

وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: وَفِي الْحَدِيثِ

أَن وفْدَ هَمْدانَ قَدِمُوا عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا نحْنُ نَصِيَّةٌ مِنْ هَمْدانَ

؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: الأَنْصَاء السابقُونَ، والنَّصِيَّةُ الخِيار الأَشراف، ونَوَاصِي الْقَوْمِ مَجْمَعُ أَشرافِهم، وأَما السَّفِلة فَهُمُ الأَذْنابُ؛ قَالَتْ أُمّ قُبَيْسٍ الضَّبِّيّة:

ومَشْهَدٍ قَدْ كفَيْتُ الغائِبينَ بِهِ ... فِي مَجْمَعٍ، مِنْ نَوَاصِي النّاسِ، مَشْهُودِ

والنَّصِيَّةُ مِنَ الْقَوْمِ: الخِيارُ، وَكَذَلِكَ مِنَ الإِبل وَغَيْرِهَا. ونَصَتِ الماشِطةُ المرأَةَ ونَصَّتْها فتَنَصَّتْ، وَفِي الْحَدِيثِ:

أَن أُم سَلَمَةَ (?) تَسَلَّبَت عَلَى حَمْزَةَ ثَلَاثَةَ أَيام فَدَعَاهَا رسول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأَمرها أَن تنَصَّى وتَكْتَحِلَ

؛ قَوْلُهُ:

أَمرها أَن تنَصَّى

أَي تُسَرِّح شَعَرَها، أَراد تَتَنَصَّى فَحَذَفَ التَّاءَ تَخْفِيفًا. يُقَالُ: تَنَصَّتِ المرأَةُ إِذا رجَّلت شَعْرَها. وَفِي حَدِيثِ

عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، حِينَ سُئِلت عَنِ الْمَيِّتِ يُسرَّح رأْسه فَقَالَتْ: عَلامَ تَنْصُون ميِّتَكم

؟ قَوْلُهَا: تَنْصُون مأْخوذ مِنَ الناصِية، يُقَالُ: نَصَوْتُ الرَّجُلَ أَنْصُوه نَصْواً إِذا مَدَدْت ناصِيَتَه، فأَرادت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015