لَا تَذْهَبُ اللَّيَالِي حَتَّى يَمْلِكَ رجلٌ يُقَالُ لَهُ الجَهْجاه
، كأَنه مُرَكَّبٌ مِنْ هَذَا، وَيُرْوَى الجَهْجَلُ، وَاللَّهُ أَعلم.
جوه: جُهْتُه بشرٍّ وأَجَهْتُه. وَالْجَاهُ: الْمَنْزِلَةُ والقَدْرُ عِنْدَ السُّلْطَانِ، مَقْلُوبٌ عَنْ وَجْهٍ، وإِن كَانَ قَدْ تَغَيَّرَ بِالْقَلْبِ فتَحَوَّلَ مِنْ فَعْلٍ إِلى فَعَلٍ فإِن هَذَا لَا يُسْتَبْعَدُ فِي الْمَقْلُوبِ وَالْمَقْلُوبِ عَنْهُ وَلِذَلِكَ لَمْ يَجْعَلْ أَهل النَّظَرِ مِنَ النَّحْوِيِّينَ وزنَ لاهِ أَبوك فَعْلًا، لِقَوْلِهِمْ لَهْيَ أَبوك، إِنما جَعَلُوهُ فَعَلًا وَقَالُوا إِن الْمَقْلُوبَ قَدْ يَتَغَيَّرُ وَزْنُهُ عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ قَبْلَ الْقَلْبِ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: أَن الجاهَ لَيْسَ مَنْ وَجُهَ، وإِنما هُوَ مِنْ جُهْتُ، وَلَمْ يُفَسِّرْ مَا جُهْتُ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: كَانَ سبيلُ جاهٍ، إِذ قُدِّمَت الْجِيمُ وأُخرت الْوَاوُ، أَن يَكُونَ جَوْه فَتُسَكَّنُ الْوَاوُ كَمَا كَانَتِ الْجِيمُ فِي وَجْه سَاكِنَةٌ، إِلا أَنها حُرِّكَتْ لأَن الْكَلِمَةَ لَمَّا لَحِقَهَا الْقَلْبُ ضَعُفَتْ، فَغَيَّرُوهَا بِتَحْرِيكِ مَا كَانَ سَاكِنًا إِذ صَارَتْ بِالْقَلْبِ قَابِلَةً لِلتَّغَيُّرِ، فَصَارَ التَّقْدِيرُ جَوَهٌ، فَلَمَّا تحرَّكت الْوَاوُ وَقَبْلَهَا فَتْحَةٌ قُلِبَتْ أَلفاً، فَقِيلَ جاهٌ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ أَيضاً: جاهٌ وجاهَةٌ وجاهْ جاهْ وجاهِ جاهِ وجاهٍ جاهٍ. الْجَوْهَرِيُّ: فُلَانٌ ذُو جَاهٍ وَقَدْ أَوْجَهْتُه أَنا ووَجَّهْتُه أَنا أَي جَعَلْتُهُ وَجِيهاً، وَلَوْ صَغَّرْتَ قُلْتَ جُوَيْهَة. قَالَ أَبو بَكْرٍ: قَوْلُهُمْ لِفُلَانٍ جاهٌ فِيهِمْ أَي مَنْزِلَةٌ وقَدْرٌ، فأَخرت الْوَاوُ مِنْ مَوْضِعِ الْفَاءِ وَجُعِلَتْ فِي مَوْضِعِ الْعَيْنِ، فَصَارَتْ جَوْهاً، ثُمَّ جَعَلُوا الْوَاوَ أَلفاً فَقَالُوا جَاهٌ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ أَوْجَهُ مِنْ فُلَانٍ، وَلَا يُقَالُ أَجْوَه. وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِلْبَعِيرِ: جاهِ لَا جُهْتَ (?). وَهُوَ زَجْرٌ لِلْجَمَلِ خَاصَّةً. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وجُوهْ جُوهْ (?). ضربٌ مِنْ زَجْرِ الإِبل. الْجَوْهَرِيُّ: جاهِ زَجْرٌ لِلْبَعِيرِ دُونَ النَّاقَةِ، وَهُوَ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَرُبَّمَا قَالُوا جاهٍ بِالتَّنْوِينِ؛ وأَنشد:
إِذا قُلتُ جاهٍ، لَجَّ حَتَّى تَرُدَّهُ ... قُوَى أَدَمٍ، أَطْرافُها فِي السَّلَاسِلِ
وَيُقَالُ: جاهَهُ بِالْمَكْرُوهِ جَوْهاً أَي جَبَهَهُ.
حيه: حَيْهِ: مِنْ زَجْرِ المِعْزَى؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَمَا أَنتَ بحَيْه؛ حَكَاهُ ثَعْلَبٌ وَلَمْ يُفَسِّرْهُ. وَمَا عِنْدَهُ حَيْهٌ وَلَا سَيْهٌ وَلَا حِيهٌ وَلَا سِيهٌ؛ عَنْهُ أَيضاً وَلَمْ يُفَسِّرْهُ، وَالسَّابِقُ أَن مَعْنَاهُ مَا عِنْدَهُ شيء.
دبه: الأَزهري عَنِ ابْنِ الأَعرابي: دَبَّهَ الرجلُ إِذا وَقَعَ فِي الدَّبَهِ، وَهُوَ الْمَوْضِعُ الْكَثِيرُ الرَّمْلِ، ودَبّه إِذا لَزِمَ الدُّبَّهَ، وَهِيَ طَرِيقَةُ الْخَبَرِ. ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا حُمِدَ دَباهِ دَباهِ.
وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ دَبَهٍ، بِفَتْحِ الدَّالِ وَالْبَاءِ الْمُخَفَّفَةِ، بَيْنَ بَدْرٍ والأَصافِرِ، مرَّ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي مَسِيرِهِ إِلى بَدْرٍ.
دجه: الأَزهري عَنِ ابْنِ الأَعرابي: دَجَّهَ الرجلُ إِذا نَامَ فِي الدُّجْيَة، وَهِيَ قُتْرَةُ الصائد.
دره: دَرَه عَلَى القَوم: هَجَم ابْنُ الأَعرابي: دَرَهَ فلانٌ عَلَيْنَا ودَرَأَ إِذا هَجَمَ مِنْ حَيْثُ لَمْ نَحْتَسِبْه. ودارِهاتُ الدَّهْرِ: هَواجِمُه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد:
عَزِيرٌ عَليَّ فَقْدُه فَفَقَدْتُه، ... فبانَ وخَلَّى دارِهاتِ النوائبِ