لسان العرب (صفحة 6999)

وأَورد ابْنُ بَرِّيٍّ عَجُزَ هَذَا الْبَيْتِ وَنَسَبَهُ لِجَرِيرٍ. وأَهَنَّه اللهُ، فَهُوَ مَهْنُونٌ. والهِنَنَةُ: ضَرْبٌ مِنَ الْقَنَافِذِ. وهَنّ يَهِنُّ: بَكَى بُكَاءً مِثْلَ الْحَنِينِ؛ قَالَ:

لَمَّا رأَى الدارَ خَلاءً هَنَّا، ... وكادَ أَن يُظْهِرَ مَا أَجَنَّا

والهَنِينُ: مِثْلُ الأَنين. يُقَالُ: أَنَّ وهَنَّ، بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وهَنَّ يَهِنُّ هنِيناً أَي حَنَّ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

حَنَّتْ ولاتَ هَنَّتْ، ... وأَنِّي لكِ مَقْرُوعُ (?)

. قَالَ: وَقَدْ تَكُونُ بِمَعْنَى بَكَى. التَّهْذِيبُ: هَنَّ وحَنَّ وأَنَّ، وَهُوَ الهَنِينُ والأَنينُ والحَنينُ قريبٌ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ؛ وأَنشد:

لَمَّا رأَى الدارَ خَلاءً هَنَّا

أَي حَنَّ وأَنَّ. وَيُقَالُ: الحَنِين أَرفعُ مِنَ الأَنين؛ وقال آخر:

لاتَنْكِحَنَّ أَبداً هَنَّانَهْ، ... عُجَيِّزاً كأَنَّها شَيْطَانَهْ

يُرِيدُ بالهَنّانة الَّتِي تَبْكِي وتَئِنّ؛ وَقَوْلُ الرَّاعِي:

أَفي أَثَرِ الأَظْعانِ عَيْنُكَ تَلْمَحُ؟ ... أَجَلْ لاتَ هَنَّا، إنَّ قلبَك متْيَحُ

يَقُولُ: ليس الأَمر حيث ذهبتَ. وَقَوْلُهُمْ: يَا هَناه أَي يَا رَجُلُ، وَلَا يُسْتَعْمَلُ إِلَّا فِي النِّدَاءِ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:

وَقَدْ رابَني قولُها: يا هَناهُ، ... وَيْحَكَ أَلْحَقْتَ شَرّاً بشَرّ

هنزمن: الهِنْزَمْرُ والهِنْزَمْنُ والهِيْزَمْنُ، كلُّها: عيدٌ مِنْ أَعياد النَّصَارَى أَو سَائِرِ الْعَجَمِ، وَهِيَ أَعجمية؛ قَالَ الأَعشى:

إِذَا كَانَ هِنْزَمْنٌ ورُحْتُ مُخَشَّما

هون: الهُونُ: الخِزْيُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَأَخَذَتْهُمْ صاعِقَةُ الْعَذابِ الْهُونِ

؛ أَي ذِي الْخِزْيِ. والهُونُ، بِالضَّمِّ: الهَوَانُ. والهُونُ والهَوانُ: نَقِيضُ العِزِّ، هانَ يَهُونُ هَواناً، وَهُوَ هَيْنٌ وأَهْوَنُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ

؛ أَي كُلُّ ذَلِكَ هَيِّنٌ عَلَى اللَّهِ، وَلَيْسَتْ لِلْمُفَاضَلَةِ لأَنه لَيْسَ شيءٌ أَيْسَرَ عَلَيْهِ مِنْ غَيْرِهِ، وَقِيلَ: الْهَاءُ هُنَا رَاجِعَةٌ إِلَى الإِنسان، وَمَعْنَاهُ أَن الْبَعْثَ أَهونُ عَلَى الإِنسان مِنْ إِنْشَائِهِ، لأَنه يُقَاسِي فِي النَّشْءِ مَا لَا يُقَاسِيهِ فِي الإِعادة وَالْبَعْثِ؛ وَمِثْلُ ذَلِكَ قَوْلُ الشَّاعِرِ:

لَعَمْرُك مَا أَدْري، وَإِنِّي لأَوْجَلُ، ... عَلَى أَيِّنا تَعْدُو المَنِيَّةُ أَوَّلُ

وأَهانه وهَوَّنه واسْتَهانَ بِهِ وتَهاوَنَ بهِ: استخفَّ بِهِ، وَالِاسْمُ الهَوَانُ والمَهانة. وَرَجُلٌ فِيهِ مَهانة أَي ذُلٌّ وَضَعْفٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: المَهانةُ مِنْ الهَوانِ، مَفْعَلة مِنْهُ وَمِيمُهَا زَائِدَةٌ. والمَهانة مِنَ الحَقارة: فَعالة مَصْدَرُ مَهُنَ مَهانة إِذَا كَانَ حَقِيرًا. وَفِي الْحَدِيثِ:

لَيْسَ بِالْجَافِي وَلَا المَهين

؛ يُرْوَى بِفَتْحِ الْمِيمِ وَضَمِّهَا، فَالْفَتْحُ مِنَ المَهانة، وَقَدْ تقدَّم فِي مَهَنَ، وَالضَّمُّ مِنَ الإِهانة الاستخفافِ بِالشَّيْءِ وَالِاسْتِحْقَارِ، وَالِاسْمُ الهَوانُ، وَهَذَا مَوْضِعُهُ. واسْتَهانَ بِهِ وتَهاوَنَ بِهِ: اسْتَحْقَرَهُ؛ وَقَوْلُهُ:

وَلَا تُهِينَ الفقيرَ، عَلَّكَ أَن ... تَرْكَعَ يَوْمًا، والدَّهْرُ قَدْ رَفَعَهْ

أَراد: لَا تُهِينَنْ، فَحَذَفَ النونَ الْخَفِيفَةَ لَمَّا استقبلها ساكنٌ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015