لسان العرب (صفحة 6920)

الْفَاءِ عَلَى الْمَصْدَرِ أَي تَكْفِينَهُ، قَالَ: وَهُوَ الأَعم لأَنه يَشْتَمِلُ عَلَى الثَّوْبِ وَهَيْئَتِهِ وَعَمَلِهِ، قَالَ: وَالْمَعْرُوفُ فِيهِ الْفَتْحُ. وَفِي الْحَدِيثِ:

فأَهدى لَنَا شَاةً وكَفَنَها

أَي مَا يُغَطِّيها مِنَ الرُّغْفان. وَيُقَالُ: كَفَنْتُ الخُبزةَ فِي المَلَّة إِذا وارَيْتَها بِهَا. والكَفْنُ: غزْل الصُّوف. وكَفَن الرجلُ الصوفَ: غَزَله. اللَّيْثُ: كَفَن الرجلُ يَكْفِنُ أَي غَزَلَ الصُّوفَ. والكَفْنةُ: شَجَرَةٌ مِنْ دِقِّ الشَّجَرِ صَغِيرَةٌ جَعْدة، إِذا يَبستْ صَلُبتْ عِيدانُها كأَنها قِطَعٌ شُقِّقتْ عَنِ القَنا، وَقِيلَ: هِيَ عُشْبة مُنْتَشِرَةُ النَبْتة عَلَى الأَرض تَنبُتُ بالقِيعان وبأَرض نجدٍ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الكَفْنة مِنْ نَبَاتِ القُفّ، لَمْ يَزِدْ عَلَى ذَلِكَ شَيْئًا وكَفَنَ يَكْفِنُ: اخْتلى الكَفْنة؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَما قَوْلُهُ:

يَظَلُّ فِي الشاءِ يَرْعاها ويَعْمِتُها، ... ويَكْفِن الدهرَ إِلَّا رَيْث يَهْتَبِد

فَقَدْ قِيلَ: مَعْنَاهُ يَخْتَلي مِنَ الكَفْنة لمَراضع الشَّاءِ؛ قَالَهُ أَبو الدُّقَيْش، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ يَغْزِلُ الصُّوفَ؛ رَوَاهُ اللَّيْثُ؛ وَرَوَى عَمْرٌو عَنْ أَبيه هَذَا الْبَيْتَ:

فَظَلَّ يَعْمِتُ فِي قَوْطٍ وراجِلةٍ، ... يُكَفِّتُ الدَّهْرَ إِلَّا رَيْثَ يَهْتَبِدُ

قَالَ: يُكَفِّتُ يَجْمع ويحْرص إِلا سَاعَةَ يَقْعُدُ يَطَّبِخُ الهَبيدَ، وَالرَّاجِلَةُ: كَبْش الرَّاعِي يحْملُ عَلَيْهِ مَتَاعَهُ، وَيُقَالُ لَهُ الكَرَّاز. وَطَعَامٌ كَفْنٌ: لَا مِلْح فِيهِ. وَقَوْمٌ مُكْفِنُون: لَا مِلح عِنْدَهُمْ؛ عَنِ الهَجَريّ. قَالَ: وَمِنْهُ

قَوْلُ عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، فِي كِتَابِهِ إِلى عَامِلِهِ مَصْقَلة بْنِ هُبَيرة: مَا كَانَ عَلَيْكَ أَن لَوْ صُمْتَ لِلَّهِ أَياماً، وتصدَّقْتَ بِطَائِفَةٍ مِنْ طَعَامِكَ مُحْتَسِباً، وأَكلت طَعامَكَ مِراراً كَفْناً، فإِن تِلْكَ سيرةُ الأَنبياء وآدابُ الصَّالِحِينَ.

والكَفْنة: شجر.

كمن: كَمَنَ كُمُوناً: اخْتَفى. وكَمَن لَهُ يَكْمُن كُموناً وكَمِن: استَخْفى. وكمنَ فلانٌ إِذا اسْتَخْفَى فِي مَكْمَنٍ لَا يُفْطَنُ لَهُ. وأَكْمَن غيرَه: أَخفاه. وَلِكُلِّ حَرْفٍ مَكْمَنٌ إِذا مَرَّ بِهِ الصوتُ أَثاره. وكلُّ شيءٍ اسْتَتَرَ بشيءٍ فَقَدْ كَمَن فِيهِ كُموناً. وَفِي الْحَدِيثِ:

جاءَ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأَبو بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فكَمَنا فِي بَعْضِ حِرار الْمَدِينَةِ

أَي اسْتَتَرَا وَاسْتَخْفَيَا؛ وَمِنْهُ الكَمِينُ فِي الْحَرْبِ مَعْرُوفٌ، والحِرار: جَمْعُ حَرَّة وَهِيَ الأَرض ذَاتُ الْحِجَارَةِ السُّود، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الكَمينُ فِي الْحَرْبِ الذينَ يَكْمُنون. وأَمرٌ فِيهِ كَمِينٌ أَي فِيهِ دَغَلٌ لَا يُفْطَن لَهُ. قَالَ الأَزهري: كَمِينٌ بِمَعْنَى كامِن مِثْلَ عَليم وَعَالِمٍ. وَنَاقَةٌ كَمُونٌ: كَتُوم للِّقاح، وَذَلِكَ إِذا لَقِحَتْ، وَفِي الْمُحْكَمِ: إِذا لَمْ تُبَشِّر بذَنبها وَلَمْ تَشُل، وإِنما يُعْرَف حملُها بشَوَلان ذنَبِها. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: نَاقَةٌ كَمُونٌ إِذا كَانَتْ فِي مُنْيَتِها وَزَادَتْ عَلَى عَشْرِ لَيَالٍ إِلى خَمْسَ عَشْرَةَ لَا يُسْتَيْقَنُ لِقاحُها. وحُزْنٌ مُكْتَمِنٌ فِي الْقَلْبِ: مُخْتَفٍ. والكُمْنةُ: جَرَبٌ وحُمْرة تَبقى فِي الْعَيْنِ مِنْ رَمَدٍ يُساء علاجُه فتُكْمَن، وَهِيَ مَكْمونة؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي:

سِلاحُها مُقْلَةٌ تَرَقْرَقُ لَمْ ... تَحْذَلْ بِهَا كُمْنةٌ وَلَا رَمَدُ

وَفِي الْحَدِيثِ

عَنْ أَبي أُمامة الْبَاهِلِيِّ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ قَتْلِ عَوامر الْبُيُوتِ إِلَّا مَا كَانَ مِنْ ذِي الطُّفْيَتَيْنِ والأَبْتَر، فإِنهما يُكْمِنان الأَبصارَ أَو يُكْمِهان وتَخْدِجُ مِنْهُ النِّسَاءُ.

قَالَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015