بالزُّبْلانِ عِنْدَ الإِرطاب لِيَبْقَى ثمرها عضّاً وَلَا يُفْسِدَهَا الطَّيْرُ والحُرور؛ وَمِنْهُ قَوْلُ لَبِيدٍ:
حَمَلتْ فمِنْها مُوقَرٌ مَكْمُومُ
ابْنُ الأَعرابي: كُمَّ إِذا غُطِّي، وكُمَّ إِذا قَتَل (?). الشُّجْعان؛ أَنشد الْفَرَّاءُ:
بَلْ لَوْ شهدتَ الناسَ إِذ تُكُمُّوا
قَوْلُهُ تُكُمُّوا أَي أُلبِسوا غُمَّةً كُمُّوا بِهَا. والكَمُّ: قَمْعُ الشَّيْءِ وَسَتْرُهُ، وَمِنْهُ كَمَمْتُ الشهادةَ إِذا قمَعْتَها وسَترْتها، والغُمَّة مَا غَطَّاك مِنْ شَيْءٍ؛ الْمَعْنَى بَلْ لَوْ (?). شَهِدْتَ الأَصل تكَمَّمْت مِثْلَ تَقَمَّيْتُ، الأَصل تَقَمَّمْتُ. والكَمْكَمَةُ: التَّغَطي بِالثِّيَابِ. وتَكَمْكَمَ فِي ثِيَابِهِ: تغَطَّى بِهَا. وَرَجُلٌ كَمْكَام: غَلِيظٌ كَثِيرُ اللَّحْمِ. وامرأَة كَمْكَامَةٌ ومُتَكَمْكِمَة: غَلِيظَةٌ كَثِيرَةُ اللَّحْمِ. والكَمكَامُ: فِرْفُ شَجَرِ الضِّرْو، وَقِيلَ: لِحاؤُها وَهُوَ مِنْ أَفواه الطِّيبِ. والكَمكَام: الْمُجْتَمَعُ الخَلق. وكَمْ: اسْمٌ، وَهُوَ سؤَال عَنْ عَدَدٍ، وَهِيَ تَعمل فِي الْخَبَرِ عَملَ رُبَّ، إِلَّا أَن مَعْنَى كَم التَّكْثِيرُ وَمَعْنَى رُبَّ التَّقْلِيلُ وَالتَّكْثِيرُ، وَهِيَ مُغْنِيَةٌ عَنِ الْكَلَامِ الْكَثِيرِ الْمُتَنَاهِي فِي البُعد وَالطُّولِ، وَذَلِكَ أَنك إِذا قُلْتَ: كَمْ مالُك؟ أَغناك ذَلِكَ عَنْ قَوْلِكَ: أَعَشَرة مالُك أَم عِشرون أَم ثَلَاثُونَ أَم مِائَةٌ أَم أَلف؟ فَلَوْ ذَهَبْتَ تَسْتَوعب الأَعداد لَمْ تَبْلُغْ ذَلِكَ أَبداً لأَنه غَيْرُ مُتَناهٍ، فَلَمَّا قُلْتَ كَمْ، أَغنتك هَذِهِ اللَّفْظَةُ الْوَاحِدَةُ عَنِ الإِطالة غَيْرِ المُحاط بِآخِرِهَا وَلَا المُسْتَدْركة. التَّهْذِيبُ: كَمْ حَرْفُ مسأَلة عَنْ عَدَدٍ وَخَبَرٍ، وَتَكُونُ خَبَرًا بِمَعْنَى رُبَّ، فإِن عُنِي بِهَا رُبَّ جَرَّت مَا بَعْدَهَا، وإِن عُني بِهَا رُبَّمَا رفَعَت، وإِن تَبِعَهَا فِعْلٌ رَافع مَا بَعْدَهَا انْتَصَبَتْ، قَالَ: وَيُقَالُ إِنها فِي الأَصل مِنْ تأْليف كَافِ التَّشْبِيهِ ضُمت إِلى مَا، ثُمَّ قُصِرت مَا فأُسكنت الْمِيمُ، فإِذا عُنِيَتْ بِكَمْ غَيْرَ المسأَلة عَنِ الْعَدَدِ، قُلْتَ: كمْ هَذَا الشيءُ الَّذِي مَعَكَ؟ فَهُوَ مُجِيبُكَ: كَذَا وَكَذَا. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: كَمْ وكأَيِّن لُغَتَانِ وَتَصْحَبُهَا مِن، فإِذا أَلقيت مِنْ، كَانَ فِي الِاسْمِ النَّكِرَةِ النَّصْبُ وَالْخَفْضُ، مِنْ ذَلِكَ قَوْلُ الْعَرَبِ: كَمْ رجلٍ كريمٍ قَدْ رأَيتَ، وكَمْ جَيْشاً جَرَّاراً قَدْ هَزَمْتَ، فَهَذَانَ وَجْهَانِ يُنصبان ويُخفضان، وَالْفِعْلُ فِي الْمَعْنَى وَاقِعٌ، فإِن كَانَ الْفِعْلُ لَيْسَ بِوَاقِعٍ وَكَانَ لِلِاسْمِ جَازَ النَّصْبُ أَيضاً وَالْخَفْضُ، وَجَازَ أَن تُعمل الْفِعْلَ فَتَرْفَعَ فِي النَّكِرَةِ فَتَقُولَ كَمْ رجلٌ كَرِيمٌ قَدْ أَتاني، تَرْفَعَهُ بِفِعْلِهِ، وتُعمل فِيهِ الْفِعْلَ إِن كَانَ وَاقِعًا عَلَيْهِ فَتَقُولُ: كَمْ جَيْشًا جَرَّارًا قَدْ هَزَمْت، فَتَنْصِبُهُ بهَزمْت؛ وأَنشدونا:
كَمْ عَمَّة لكَ يَا جَريرُ وَخَالَةٍ ... فَدْعاء، قَدْ حَلَبَتْ عَليَّ عِشاري
رَفْعًا وَنَصْبًا وَخَفْضًا، فَمَنْ نَصَبَ قَالَ: كَانَ أَصل كَمْ الِاسْتِفْهَامُ وَمَا بَعْدَهَا مِنَ النَّكِرَةِ مُفَسِّر كَتَفْسِيرِ الْعَدَدِ فَتَرَكْنَاهَا فِي الْخَبَرِ عَلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ فِي الِاسْتِفْهَامِ فَنَصَبْنَا مَا بَعْدَ كَمْ مِنَ النَّكِرَاتِ كَمَا تَقُولُ عِنْدِي كَذَا وَكَذَا دِرْهَمًا، وَمَنْ خَفَضَ قَالَ: طَالَتْ صُحْبَةٌ مِنَ النَّكِرَةِ فِي كَمْ فَلَمَّا حَذَفْنَاهَا أَعملنا إِرادَتَها؛ وأَما مَنْ رَفَعَ فأَعمَل الْفِعْلَ الْآخَرَ وَنَوَى تَقْدِيمَ الْفِعْلِ كأَنه قَالَ: كَمْ قَدْ أَتاني رَجُلٌ كَرِيمٌ. الْجَوْهَرِيُّ: كَمْ اسْمٌ نَاقِصٌ مُبْهَمٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ، وَلَهُ مَوْضِعَانِ: الِاسْتِفْهَامُ وَالْخَبَرُ، تَقُولُ إِذا اسْتَفْهَمْتَ: كَمْ رَجُلًا عِنْدَكَ؟ نَصَبْتَ مَا بَعْدَهُ عَلَى التَّمْيِيزِ، وَتَقُولُ إِذا أَخبرت: كَمْ درهمٍ أَنْفَقْتَ، تُرِيدُ التَّكْثِيرَ، وَخَفَضْتَ مَا بَعْدَهُ كَمَا تَخْفِضُ بِرُبَّ لأَنه فِي التَّكْثِيرِ نَقِيضُ رُبَّ فِي التَّقْلِيلِ، وإِن شئت نصبت،