لسان العرب (صفحة 3694)

الشجرةُ لَهَا قَبَائِلُ، فَكَذَلِكَ الأَسْباطُ مِنَ السبَط، كأَنه جُعل إِسحاقُ بمنزلة شجرة، وجعل إِسماعيل بِمَنْزِلَةِ شَجَرَةٍ أُخرى، وَكَذَلِكَ يَفْعَلُ النَّسَّابُونَ فِي النَّسَبِ يَجْعَلُونَ الْوَالِدَ بِمَنْزِلَةِ الشَّجَرَةِ، والأَولادَ بِمَنْزِلَةِ أَغْصانها، فَتَقُولُ: طُوبى لفَرْعِ فلانٍ وفلانٌ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ. فَهَذَا، وَاللَّهُ أَعلم، مَعْنَى الأَسْباط والسِّبْطِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَما قَوْلُهُ:

كأَنه سِبْطٌ مِنَ الأَسْباطِ

فإِنه ظَنَّ السبْطَ الرَّجُلَ فغَلِط. وسَبَّطَتِ الناقةُ وَهِيَ مُسَبِّطٌ: أَلْقَتْ ولدَها لِغَيْرِ تَمَامِ. وَفِي حَدِيثِ

عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: كَانَتْ تَضْرِب اليَتيم يَكُونُ فِي حَجْرِها حَتَّى يُسْبِطَ

أَي يَمتدّ عَلَى وَجْهِ الأَرض سَاقِطًا. يُقَالُ: أَسْبَطَ عَلَى الأَرض إِذا وَقَعَ عَلَيْهَا مُمْتَدًّا مِنْ ضَرْبٍ أَو مرَض. وأَسْبَطَ الرجلُ إِسْباطاً إِذا انْبَسَطَ عَلَى وَجْهِ الأَرض وَامْتَدَّ مِنَ الضَّرْبِ. واسْبَطَرَّ أَي امْتَدَّ، مِنْهُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ

شُرَيْحٍ: فإِن هِيَ دَرَّتْ واسْبَطَرَّت

؛ يُرِيدُ امتدَّتْ للإِرْضاع؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ:

ولُيِّنَتْ مِنْ لَذّةِ الخِلاطِ، ... قَدْ أَسْبَطَتْ، وأَيُّما إِسْباطِ

يَعْنِي امرأَة أُتِيَتْ، فَلَمَّا ذاقَتِ العُسَيْلةَ مَدَّتْ نفْسَها عَلَى الأَرض، وَقَوْلُهُمْ: مَا لِي أَراك مُسْبِطاً أَي مُدَلِّياً رأْسَك كالمُهْتَمّ مُسْتَرْخِيَ البدَنِ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ لِلنَّاقَةِ إِذا أَلقَتْ ولدَها قُبَيْلَ أَن يَسْتَبينَ خَلْقُه: قَدْ سَبَّطَتْ وأَجْهَضَتْ ورَجَعَتْ رِجاعاً. وَقَالَ الأَصمعي: سبَّطتِ الناقةُ بِوَلَدِهَا وسبَّغَت، بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ، إِذا أَلقته وَقَدْ نبَت وبَرُه قَبْلَ التَّمام. والتَّسْبِيطُ فِي النَّاقَةِ: كالرِّجاعِ. وسبَّطتِ النعجةُ إِذا أَسْقطت. وأَسْبَط الرجلُ: وَقَعَ فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَى التحرُّك مِنَ الضعْف، وَكَذَلِكَ مِنْ شُرب الدَّواء أَو غَيْرُهُ؛ عَنْ أَبي زَيْدٍ. وأَسْبَطَ بالأَرض: لَزِقَ بِهَا؛ عَنِ ابْنِ جَبلة. وأَسْبَط الرجلُ أَيضاً: سكَت مِن فَرَقٍ. والسَّبَطانةُ: قَناةٌ جَوْفاء مَضْروب بالعَقَبِ يُرْمى بِهَا الطيرُ، وَقِيلَ: يُرْمَى فِيهَا بِسهام صِغار يُنْفَخُ فِيهَا نَفْخاً فَلَا تَكَادُ تُخْطِئ. والسَّاباطُ: سَقيفةٌ بَيْنَ حَائِطَيْنِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: بَيْنَ دَارَيْنِ، وَزَادَ غَيْرُهُ: مِنْ تَحْتِهَا طَرِيقٌ نَافِذٌ، وَالْجَمْعُ سَوابِيطُ وساباطاتٌ. وَقَوْلُهُمْ فِي الْمَثَلِ: أَفْرَغُ مِنْ حَجَّامِ ساباطٍ؛ قَالَ الأَصمعي: هُوَ ساباطُ كِسْرى بالمدائنِ وَبِالْعَجَمِيَّةِ بَلاس آبادْ، وبَلاس اسْمُ رَجُلٍ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعشى:

فأَصْبَحَ لَمْ يَمْنَعْه كَيْدٌ وحِيلةٌ ... بِساباطَ حَتَّى ماتَ وَهُوَ مُحَرْزَق (?)

يَذْكُرُ النُّعْمَانَ بْنَ الْمُنْذِرِ وَكَانَ أَبْرَويز حبَسه بِسَابَاطٍ ثُمَّ أَلقاه تَحْتَ أَرْجُل الفِيَلةِ. وساباطُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ الأَعشى:

هُنالِكَ مَا أَغْنَتْه عِزَّةُ مُلْكِه ... بِساباطَ، حَتَّى ماتَ وَهُوَ مُحَرْزَقُ (?)

وسَباطِ: مِنْ أَسماء الحمَّى، مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ؛ قَالَ الْمُتَنَخِّلُ الْهُذَلِيُّ:

أَجَزْتُ بفِتْيةٍ بِيضٍ كِرامٍ، ... كأَنَّهُمُ تَمَلُّهُمُ سَباطِ

وسُباط: اسْمُ شَهْرٍ بِالرُّومِيَّةِ، وَهُوَ الشَّهْرُ الَّذِي بَيْنَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015