لا زلت من فضلك المرجى ... بي احتياج إلى الكمال

وبه قال: وأنشدني أيضًا لنفسه يخاطب الشيخ عليًّا البناء المحدث -رحمه الله تعالى:

يا أيها الصالح بين الورى ... لو قارن الأعمال إخلاص

حاضر ودع فكري وشيطانه ... فالفكر يا بناء غواص

الياسوفي 1 سليمان بن يوسف بن مفلح بن أبي الوفاء المقدسي الدمشقي الشافعي الإمام العلامة الحافظ الناقد الفقيه جمال الحفاظ والمحدثين وأوحد الأعلام الفقهاء السابقين ذو الفنون في العلوم صدر الدين أبو الربيع وأبو الفضل:

قرأ القرآن العظيم بمدرسة الشيخ أبي عمر بسفح قاسيون وحفظ التنبيه وبرع في المذهب وقرأ في المعقول واشتغل في علم الحديث فبرع فيه وكان يتوقد ذكاءً، حفظ مختصر ابن الحاجب الأصلي في مدة يسيرة كل يوم دائمًا مائتي سطر، سمع بدمشق من محمد بن أبي بكر بن السيوفي2 وابن أميلة3 وست العرب بنت محمد بن الفخر علي بن البخاري وعدة، وبحلب والقاهرة، وعني بهذا الشأن فبرز فيه على الأقران، جمع وخرج وأفاد وتكلم على الرجال فأجاد وخرج لكل من ابن أميلة والصلاح بن أبي عمر مشيخة ولغيرهما، وكان -رحمه الله تعالى- عالما بجميع الأنواع العالي والنازل وأسماء الرجال وطبقاتهم والجرح والتعديل مع الزهد والقناعة بالكفاف والإيثار لإخوانه، ناظرا في العواقب حريصا على إسداء الجميل مثابرا على فعل الخير يلوذ به الكثير من أهل الديانة ويلجأ إليه طلبة العلم، وكان -رحمة الله عليه- من محاسن الدهر لم تر العيون في بابه مثله قضى عمره في عبادة الله -سبحانه وتعالى- وطاعته، ولي التدريس بعدة أماكن ثم أعرض عن غالبها، وكان -تغمده الله برحمته- سهل العارية للكتب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015